مواطنهم فأما درعة فهي من بلاد القبلة موضوعة حفا في الوادي الأعظم المنحدر من جبل درن من بوهة يخرج منها وادى أم ربيع ويتساهل إلى البسائط والتلول ووادي دريعة ينحدر إلى القبلة مغربا إلى أن يصب في الرمل ببلاد السوس وعليه قصور درعة وواد آخر كبير أيضا ينحدر إلى القبلة مشرقا بعض الشئ إلى أن يصب في الرمل دون تيكو رارين وفى قبلتها وعليه من جهة المغرب قصور توات ثم بعدها تمنطيت ثم بعدها وركلان وعندها يصب في الرمل وفى الشمال عن ركان قصور تسابيت وفى الشمال عنها إلى الشرق قصور يتكورارين والكل وراء عرب الرمل وجبال درن هي الجبال العظيمة الجاثمة سياجا على المغرب الأقصى من آسفى إلى تازى وفى قبلتها جبل نكيسة لصنهاجة وآخره جبل ابن حميدي من طرف هسكورة ثم ينعطف من هنا لك جبال أخرى متوازية حتى تنتهي إلى ساحل بادس من البحر الرومي وصار المغرب لذلك الجزيرة أحاطت الجبال به من القبلة والشرق والبحر ومن المغرب والجوف واعتمر هذه الجبال والبسائط التي بينها أمم من البربر لا يحصيهم الا خالقهم والمسالك بين هذه الجبال إلى المغرب منحصرة ثم معدودة وبإزاء القبائل المعتمرين لها كاظة ومصب وادى درعة هذا إلى الصحراء والرمال ما بين سجلماسة وبلاد السوس ويمتد إلى أن يصب في البحر ما بين نون ووادان وحفا فيه قصور لا تحصى شجرتها النخل وقاعدتها بلد تادنست بلد كبير يقصده التجر للسلم في النيلج وانتظار خروجه بالصناعة ولأولاد حسين هؤلاء استيلاء على هذا الوطن ومن بإزائه في فسيح جبلة من قبائل البربر صناكة وغيرهم ولهم عليهم ضرائب وخفرات ووضائع ولهم في مجابى السلطان أقطاعات ويجاورهم الشبانات من أولاد حسان من ناحية الغرب فلهم بسبب ذلك على درعة بعض الإتاوات (وأما الاحلاف) من ذوي منصور وهم العمارية والمنبات فمواطنهم مجاورة لأولاد حسين من ناحية الشرق وفى مجالاتهم بالقفر تافيلات وصحراؤها وبالتل ملوية وقصور وطاط وتازى وبطوية وعساسة لهم على ذلك كله الإتاوات والوضائع وفيها الاقطاعات السلطانية وبينهم وبين أولاد حسين فتنة ويجمعهم العصبية في فتنة من سواهم ورياسة العمارية في أولاد مظفر بن ثابت بن مخلف بن عمران وكان شيخهم لعهد السلطان أبى عنان طلحة بن مظفر وابنه الزبير ولهذا العهد محمد بن الزبير وأخوه موسى ويراد فهم في رياستهم أولاد عمارة بن قلان بن مخلف فكان منهم محمد العائد ومنهم لهذا العهد سليمان بن ناجى بن عمارة ينتجع في القفر ويكثر الغزو إلى اعتراض العير وقصور الصحراء ورياسة المنبات لهذا العهد لمحمد بن عبد بن حسين بن يوسف بن فرج بن منبا وكانت أيام السلطان أبى عنان لأخيه على من قبله
(٦٧)