سويد فكانوا احلافا لبنى يادين قبل الدولة وكان لهم اختصاص ببني عبد الواد وكانت لهم لهذا العهد إتاوات على بلد سراة والبطحاء وهوارة ولما ملك بنو يادين تلول المغرب الأوسط وأمصاره كان قسم بنى توجين منه شياخ التلول القفلى وما بين قلعة سعيدة في الغرب إلى المدينة في الشرق فكان لهم قلعة بن سلامة ومنداس وأنشريس وورينة وما بينهما فاتصل جوارهم لبنى مالك هؤلاء في القفر والتل ولما ملك بنو عبد الواد تلمسان ونزلوا بساحتها وضواحيها كان سويد هؤلاء أخص بحلفهم وولايتهم من سائر زغبة وكانت لسويد هؤلاء بطون مذكورون من فلمة وشبابة ومجاهر وجوئة كلهم من بنى سويد والحساسة بطن من شبابة إلى حسان بن شبابة وغفير وشافع ومالف لهم بنو سليمة بن مجاهر وبو رحمة وبو كامل وحمدان بنو مقرر بن مجاهر ويزعم بعض نسابتهم ان مقررا ليس بجد لهم وانما وضع ذلك أولا بو كامل وكانت رياستهم لعهدهم ويغمراسن وما قبله في أولاد عيسى بن عبد القوى بن حمدان وكانوا ثلاثة مهدى وعطية وطراد واختص مهدى بالرياسة عليهم ثم ابنه يوسف بن مهدي ثم أخوه عمر بن مهدي واقطع يغمراس يوسف بن مهدي ببلاد البطحاء وسيرات وأقطع عنتر بن طراد بن عيسى مرارى البطحاء وكان يقتصون إتاوتهم على الرعايا ولا يناكرهم فيها وربما خرج في بعض خروجه واستخلف عمر بن مهدي على تلمسان وما إليها من ناحية المشرق وفى خلال ذلك خلت مجالاتهم بالقفر من ظعونهم وناجعتهم الاحياء من بطونهم قليلي العدد من الجوثة وفلية ومالف وغفير وشافع وأمثالهم فغلب عليهم هنا لك المعقل وفرضوا عليهم إتاوة من الإبل يعطونها ويختارونها عليهم من البكرات وكان المتولي لاخذها منهم من شيوخ المعقل ابن الريشر بن نهار بن عثمان بن عبيد الله وقيل علي بن عثمان أخو نهار وقيل إن البكرات انما فرضها للمعقل على قومه عامر بن جميل لاجل مظاهرة له على عدوه وبقيت للمعقل عادة إلى أن تمشت رجالات من زغبة في نقض ذلك وغدروا برجال المعقل ومنعوا تلك البكرات (أخبرني يوسف) بن علي ثم غانم عن شيوخ قومه من المعقل ان سبب البكرات وفرضها على زعمه كما ذكرناه وأما سبب رفعها فهو ان المعقل كانوا يقولون غرامتها إدالة بينهم فلما دالت لعبيد الله الدولة في غرامتها جمع ثوابه في جوثة قومه وحرضهم على منعها فاختلفوا واختبروا مع عبيد الله ودفعوهم إلى جانب الشرق وحالوا بينهم وبين أحيائهم وبلادهم وطالت الحرب ومات فيها بنو جوثة وابن مريح من رجالاتهم وكتب بنو عبد الله إلى قومهم من قصيدة بنى معقل إن لم يصرخونا على العدو * فلا يذلكم تذكر ماطرا لنا
(٤٥)