من زغبة أولياء بنى عبد الواد إلى القفر كما نذكره ورفع السلطان أبو الحسن قوم عريف بن يحيى بمحلته على كل عربي في إيالته من زغبة والمعقل وكان عقد سمعون بن سعيد على الناجعة من سويد وهلك أيام نزول السلطان بتاسالة سنة ثنتين وثلاثين قبل فتح تلمسان وولى من بعده أخوه عطية وهلك لأشهر من ولايته بعد فتح تلمسان فعقد السلطان لوزمار بن عريف على سويد وسائر بنى مالك وجعل رياسة البدو حيث كان من أعماله وأخذ الصدقات منهم والإتاوات فعكفت على هيئة أمم البدو واقتدى بشوراه رؤساؤهم وابن عمه المسعود بن سعيد ولحق ببني عامر وأجلبوا على السلطان بدعاء صرارشة ابنه أبى عبد الرحمن فجمع لهم وزمار وهزمهم كما نذكره وسفر عريف بين السلطان أبى الحسن وبين الملوك لعهده من الموحدين بإفريقية وبنى الأحمر بالأندلس والترك بالقاهرة ولم يزل على ذلك إلى أن هلك السلطان أبو الحسن (ولما تغلب) السلطان أبو عنان على تلمسان كما سنذكره رعى لسويد ذمة الانقطاع إليه فرفع وزمار بن عريف على سائر رؤسا البدو من زغبة وأقطعه السرسو وقلعة ابن سلامة وكثيرا من بلاد توجين وهلك أبو عريف بن يحيى فاستقدمه من البدو وأجلسه بمكان أبيه من مجلسه جوار اركينة ولم يزل على ذلك وعقد لأخيه عيسى على البدو من قومه ثم بنى عبد الواد بعد ملك السلطان أبى عنان عادت لهم الدولة بأبي حمو موسى بن يوسف بن عبد الرحمن بن يحيى بن أبي يغمراسن من أعياص ملوكهم وتولى كبر ذلك صغير ابن عامر وقومه لما لهم مع آل زيان من الولاية وما كان لبنى مرين فيهم من النعمات فملكوا تلمسان ونواحيها وعقدوا على سويد لميمون ابن سعيد بن عثمان وتاب وزمار بن عريف ورأى الترهب والخروج عن الرياسة فبنى حصنا بوادي ملوية من تخوم بنى مرين ونزل به وأقام هنالك لهذا العهد وملوك بنى مرين يرعون له ذمة اختصاصه سلفهم فيؤثرونه بالشورى والمداخلة في الأحوال الخاصة مع الملوك والرؤساء من سائر النواحي فتوجهت إليه بسبب ذلك وجوه أهل الجهات من الملوك وشيوخ العرب ورؤساء الأقطار ولحق أخواه أبو بكر ومحمد بقومهم فمكروا بالميمون ودسوا عليه من قتله غيلة من ذويهم وحاشيتهم واستبدوا برياسة البدو ثم لما نصب بنو حصين بن زيان ابن عم السلطان أبى حمو للملك كما نذكره ورشحوه للمنازعة سنة سبع وستين وسبعمائة هبت من يومئذ ريح العرب وجاش مرجلهم على زناتة ووطؤوا من تلول بلادهم بالمغرب الأوسط فأعجزوا عن حمايته وولجوا من فروجها ما قصروا عن سده ودبوا فيها دبيب الظلال في الفيوء فتملكت زغبة سائر البلاد بالاقطاع من السلطان طوعا وكرها رعيا لخدمته وترغيبا فيها وعدة وتمكينا لقوته حتى
(٤٧)