وطال حصاره لها فوفد عليه داود مؤملا صلاح حاله لديه وحمله صاحب بجاية رسالة إلى يوسف بن يعقوب فاستراب به من أجلها فلما قفل من وفادته بعث في اثره خيالة من زناتة بيتوه ببني يبقى في سد وقتلوه وقام بأمره في قومه ابنه سعيد ونفس مخنق الحصار عن تلمسان وكان قبل بنى مرين وسيلة رعاها لهم بنو عثمان بن يغمراسن فرجعوهم إلى مواطنهم ومع قومهم وقد اغتر أولاد معرف بن سعيد في غيبتهم تلك يساجلونهم في رياسة بنى عامر وعض كل واحد بمكان صاحبه واختص بنو معرف باقبال الدولة عليهم لسلامتهم من الحزازة والخلاف ونزع سعيد بن داود لاجل هذه الغيرة إلى بنى مرين ووفد على السلطان أبى ثابت من ملوكهم يؤمل به الكرة فلم يصادف لها محلا ورجع إلى قومه وكانوا مع ذلك حيا جميعا ولم تزل السعاية بينهم تدب حتى عدا إبراهيم ابن يعقوب بن معرف على سعيد بن داود فقتله وتناول قتله ماضي بن ردان من أولاد معرف بن عامر بمجالاته وتعصب عليه أولاد رياب كافة فافترق أمر بنى عامر وصاروا حيين بنو يعقوب وبنو حميد وذلك لعهد أبى حمو موسى بن عثمان من آل زيان وقام بأمر بنى يعقوب بعد سعيد ابنه عثمان ثم هلك بعد حين إبراهيم بن يعقوب شيخ بنى حميد وقام مقامه من قومه ابنه عامر بن إبراهيم وكان شهما حازما وله ذكر ونزل المغرب قبل عريف بن يحيى ونزل على السلطان أبى سعيد وأصهر إليه ابنته فأنكحه عامر إياها وزفها إليه ووصله بمال له خطر فلم يزل عثمان يحاول أن يثأر منه تارة والصلح والاجتماع أخرى حتى غدره في بيته وقتله فيه الشنعاء التي تنكرها العرب فتقاطع الفريقان لذلك آخر الدهر وصارت بنو يعقوب احلافا لسويد في فتنتهم مع بنى حميد هؤلاء ثم تلاحقت ظواعن سويد بعريف ابن يحيى في مكانه عند بنى مرين واستطال ولد عامر بن إبراهيم بقومهم على بنى يعقوب فلحقوا بالمغرب ولم يزالوا به إلى أن جاؤوا في عساكر السلطان أبى الحسن وهلك شيخهم عثمان قتله أولاد عريف بن سعيد بثار عامر بن إبراهيم وولى بعده ابن عمه هجر بن غانم بن هلال فكان رديفا له في حياته ثم هلك وقام بأمرهم بعده عمه سليمان بن داود ولما تغلب السلطان أبو الحسن على تلمسان فر بنو عامر بن إبراهيم إلى الصحراء وكان شيخهم لذلك العهد صغير ابنه واستأنف السلطان على يد عريف بن يحيى سائر بطون حميد وأولاد رياب فحالف صغيرا إخوانه إلى السلطان وولى عليهم شيخا من بنى عمهم عريف بن سعيد وهو يعقوب بن العباس بن ميمون بن عريف ووفد بعد ذلك عمر بن إبراهيم عم صغير فولاه عليهم واستخدمهم ولحق بنو عامر بن إبراهيم بالزواودة ونزلوا على يعقوب بن علي ولم يزالوا هناك حتى شبوا نار الفتنة بالدعي بن هيدور الملبس بشبه أبى عبد الرحمن
(٥٢)