لها ديدنه مع أبي تاشفين من قبله فكف بالياس من غلوائه وزجره عن خلافه على السلطان وشقاقه ونهج له بالشفاعة سبيلا إلى معاودة طاعته والعمل بمرضاته فرجع حمزة إلى السلطان عائذا بحمله متوسلا بشفاعة صاحبه راغبا باذعانه وقلعه مواد الخلاف من العرب باستقامته فتلقاه السلطان بالقبول واسعاف الرغبة على المناصحة والمخالصة ولم يزل حمزة بن عمر من لدن رضى مولانا السلطان عنه صحيح الطاعة خالص الطوية متأدبا بمؤامرة محمد بن الحكيم قائد عسكره وشهاب دولته على تدويخ إفريقية وتدويخ أعمالها وحسم أدواء الفساد منها وأخذ الصدقة من جميع ظواعن البد والنازعة في أقطارها وجمع الطوائف المتعاصين بالثغور على القاء اليد للطاعة والكف عن أموال الجباية فكانت لهذا القائد آثار لذلك مهدت من الدولة وأرغمت أنوف المتعاصين بالاستبداد في القاصية حتى استقام الامر وانمحت آثار الشقاق فاستولى على المهدية سنة سبع وثلاثين وغلب عليها ابن عبد الغفار المنتزى عليها من أهل رحيس واستولى على سمعة وتقبض على صاحبها محمد بن عبدون من مشيختها وأودعه سجن المهدية إلى أن أطلق بعد نكبته ونازل توزر من بعد ذلك حتى استقام ابن بهلول على طاعته للعصبية واسترهن ولده ونازل بسكرة غير مرة يدافعه يوسف بن منصور من بنى مزنى بذمة يدعيها من السلطان أبى بكر وسلفه يعطيه الجباية بدفع ما كان من الاعتلاق بخدمة السلطان أبى الحسن فتجافى عنه ابن الحكيم لذلك بعد استيفاء مغارمه وزحف إلى بلاد ريغة فافتتح قاعدتها تغرت واستولى على أموالها وذخيرتها وسار إلى جبل أوراس فافتتح الكثير من معاقله وعصفت ريح الدولة بأهل الخلاف من كل جانب وجاست عساكر السلطان خلال كل أرض وفى أثناء ذلك هلك حمزة بن عمر سنة ثنتين وأربعين على يد ابن عون بن أبي على من بنى كثير أحد بطون بنى كعب بطعنة طعنه غيلة فأشواه وقام بأمره من بعده بنوه وكبيرهم يومئذ عمر وداخلتهم الظنة بأن قتله باملاء الدولة فاعصوصبوا وتآمروا واستجاشوا بأقتالهم أولاد مهلهل فجيشوا معهم وزحف ابن الحكيم في عساكر السلطان من زناتة والجند ففلوه واستلحموا كثيرا من وجوههم ورجع إلى الحضرة ففحص بها واتبعوه فنزل بساحتها وقاتلوا العساكر سبع ليال ثم اختلفوا ونزل طالب بن مهلهل إلى طاعة السلطان فأجفلوا وخرج السلطان في جمادى من سنته في عساكره وأحزابه من عرب هوارة فأوقع بهم برقادة من ضواحي القيروان ورجع إلى حضرته آخر رمضان من سنته وذهبوا مفلولين إلى القفر ومروا في طريقهم بالأمير أبى العباس بقفصة فرغبوه بالخلاف على أبيهم وان يجلبوا به على الحضرة فأملى لهم في ذلك حتى
(٣٤٧)