وأنشده قائلا من قول أبى مطروح شاعر السلطان بمصر قل للفرنسيس إذا جئته * مقال صدق من وزير نصيح آجرك الله على ما جرى * من قتل عباد نصارى المسيح أتيت مصرا تبتغى ملكها * تحسب ان الزمر بالطبل ريح فساقك الحين إلى أدهم * ضاق به عن ناظريك الفسيح وكل أصحابك أودعتهم * بسوء تدبيرك بطن الضريح سبعون ألفا لا يرى منهم * الا قتيل أو أسير جريح ألهمك الله إلى مثلها * لعل عيسى منكم يستريح ان كان باباكم بذا راضيا * فرب غش قد أتى من نصيح فاتخذوه كاهنا انه * أنضح من شق لكم أو سطيح وقل لهم ان أزمعوا عودة * لاخذ ثار أو لشغل قبيح دار ابن لقمان على حالها * والقيد باق والطواشي صبيح يعنى بدار ابن لقمان موضع اعتقاله بالإسكندرية والطواشي في عرف أهل مصر هو الخصى فلما استكمل انشاده لم يزد ذلك الطاغية الا عتوا واستكبارا واعتذر عن نقض العهد في غزو تونس بما يسمع عنهم من المخالفات عذرا دافعهم به وصرف الرسل من سائر الآفاق ليومه فوصل رسل السلطان منذرين بشأنهم وجمع الطاغية حشده وركب أساطيله إلى تونس آخر ذي القعدة سنة ثمان وستين فاجتمعوا بسردانية وقيل بصقلية ثم واعدهم بمرسى تونس وأقلعوا ونادى السلطان في الناس بالنذير بالعدو والاستعداد له والنفير إلى أقرب المدائن وبعث الشواني لاستطلاع الخبر واستفهم أياما ثم توالت الأساطيل بمرسى قرطاجنة ونفاوض السلطان مع أهل الشورى من الأندلس والموحدين في تخليتهم وشأنهم من النزول بالساحل أو صدهم عنه فأشار بعضهم بصدهم حتى تنفد ذخيرتهم من الزاد والماء فيضطرون إلى الاقلاع وقال آخرون إذا أقلعوا من مرسى الحضرة ذات الحامية والعدد صبحوا بعض الثغور سواها فملكوه واستباحوه واستصعبت مغالبتهم عليه فوافق السلطان على هذا وخلوا وشأنهم من النزول فنزلوا بساحل قرطاجنة بعد أن ملئت سواحل رودس بالمرابطة بجند الأندلس والمطوعة زهاء أربعة آلاف فارس لنظر محمد بن الحسين رئيس الدولة ولما نزل النصارى بالساحل وكانوا زهاء ستة آلاف فارس وثلاثين ألفا من الرجالة فيما حدثني أبي عن أبيه رحمهما الله قال وكان أساطيلهم ثلاثمائة بين كبار وصغار وكانوا سبعة يعاسيب كان فيهم الفرنسيس واخوة جرون صاحب صقلية وصاحب الجزر والعلجة زوج
(٢٩٢)