المنصور فاعتقلوا ابن الروبرتير وركبوا البحر في أسطولهم إلى بجاية وولى على ميورقة أخاه طلحة وطرق بجاية في أسطوله على حين غفلة وعليها السيد أبو ربيع بن عبد الله بن عبد المؤمن وكان خارجها في بعض مذاهبه فاستولوا عليه سنة احدى وثمانين وتقبضوا على السيد أبى ربيع والسيد أبى موسى عمران بن عبد المؤمن صاحب إفريقية وكان بها مجازا واستعمل أخاه يحيى على بجاية ومضى إلى الجزائر فافتتحها وولى عليها يحيى ابن أخيه طلحة ثم إلى مليانة فولى عليها بدر بن عائشة ونهض إلى القلعة ثم إلى قسنطينة فنازلها واتصل الخبر بالمنصور وهو بسبته مرجعه من الغزو فسرح السيد أبا زيد بن عمه السيد أبى حفص وعقد له على حرب ابن غانية وعقد لمحمد بن أبي إسحاق بن جامع على الأساطيل والى نظره أبو محمد بن عطوش وأحمد الصقلي وانتهى السيد أبو زيد إلى تلمسان وأخوه يومئذ السيد أبو الحسن كان واليا وقد أمعن النظر في تحصينها ثم ارتحل بعساكره من تلمسان ونادى بالعفو في الرعية فثار أهل مليانة على ابن عائشة فأخرجوه وسبقت الأساطيل إلى الجزائر فملكوها وقبضوا على يحيى بن طلحة وسيق بدر بن عائشة من أم العلو فقتلوا جميعا بشلف وتقدم القائد أحمد الصقلي بأسطوله إلى بجاية فملكها ولحق يحيى بن غانية بأخيه على بمكانه من حصار قسنطينة فأقلع عنها ونزل السيد أبو ريد للهكلات وخرج السيد أبو موسى من اعتقاله فلقيه هنا لك ثم ارتحل في طلب العدو فأفرج عن قسنطينة وخرج إلى الصحراء واتبعه الموحدون إلى مقره بفاس ثم قفلوا إلى بجاية واستقر السيد أبو زيد بها وقصد علي بن غانية قفصة فملكها ونازل توزر فامتنعت عليه ولحق بطرابلس وخرج غزى الصنهاجي من جموع ابن غانية في بعض احياء العرب فتغلب على أشير وسرح إليهم السيد أبو زيد ابنه أبا حفص عمر ومعه غانم بن مردنيش فأوقعوا بهم واستولى على حللهم وقتل غزى وسيق رأسه إلى بجاية ونصب بها وألحق به عبد الله أخوه وغزا بنو حمدون من بجاية إلى سلا لاتهامهم بالدخول في أمرا بن غانية واستقدم الخليفة السيد أبا زيد من مكانه ببجاية وقدم مكانه أخاه السيد أبا عبد الله وانصرف إلى الحضرة وبلغ الخبر أثناء ذلك باستيلاء علي بن الروبرتير على ميورقة وكان من خبره ان الأمير يوسف بن عبد المؤمن بعثه إلى ميورقة لدعاء بنى غانية إلى أمره لما كان أخوهم محمد خاطبه بذلك فلما وصل ابن الروبرتير إليهم نكروا شأنه على أخيهم محمد واجتمعوا دونه وتقبضوا عليه وعلى ابن الروبرتير في أمره وداخل مواليهم من العلوج في تخلية سبيله من معتقله على أن يخلى سبيلهم بأهليهم وولدهم إلى أرضهم فتم له مرادهم منه وصار بالقصبة واستنقذ محمد ابن أبي إسحاق من مكان اعتقاله ولحقوا جميعا بالحضرة وبلغ الخبر علي بن غانية بمكانه من طرابلس فبعث أخاه عبد الله
(٢٤٣)