كان ينبغي أن نذكر سائر أقسام الوجوب في مقدمات بحث مقدمة الواجب استطرادا، ولكن التبعية للأعلام اقتضت التأخير، ولا بأس به.
النحو الأول في التعييني والتخييري ويتم الكلام حوله في بحوث:
البحث الأول: أقسام التخيير لا كلام في التعييني، وإنما البحث حول التخييري.
اعلم: أن التخيير ينقسم إلى التخيير العقلي، والتخيير العقلائي، والتخيير الشرعي.
والمراد من الأول: هو إدراك العقل أن العبد مخير بين الفعل والترك، أو مخير بين فعل كذا وفعل كذا. وهذا أمر واضح لا غبار عليه.
والمخالف في هذه المسألة القائل بالجبر، وبأن العبد غير مختار، فهو كما ينكر ذلك ينكر التخيير في الشرع والعرف أيضا، وإن كان لا ينكر التخيير التوهمي والتخيلي، ويقول: بأن هذا الاختيار والتخيير توهمي لا واقعي. والمتكفل لهذه