فهو معاند (وما من إله إلا الله) أي: وما لكم أحد يستحق إطلاق اسم الإلهية، إلا الله، وإن عيسى ليس بإله كما زعموا، وإنما هو عبد الله، ورسوله. ولو قالوا: ما إله إلا الله بغير (من) لم يفد هذا المعنى. (وإن الله لهو العزيز) أي: القادر على الكمال (الحكيم) في الأقوال والأفعال والتدبير.
(فإن تولوا) أي: فإن أعرضوا عن اتباعك وتصديقك، وعما أتيت به من الدلالات والبينات (فإن الله عليم بالمفسدين) أي: بمن يفسد من خلقه، فيجازيهم على إفسادهم. وإنما ذكر ذلك على جهة الوعيد، وإلا فإنه تعالى عليم بالمفسد والمصلح جميعا، ونظيره قول القائل لغيره: أنا عالم بشرك وفسادك. وقيل: معناه إنه عليم بهؤلاء المجادلين بغير حق، وبأنهم لا يقدمون على مباهلتك، لمعرفتهم بنبوتك.
(قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون [64]).
اللغة: قال الزجاج: معنى كلمة كلام فيه شرح قصة وإن طال، ولذلك تقول العرب للقصيدة كلمة. يروى أن حسان بن ثابت كان إذا قيل له أنشدنا. قال: هل أنشد كلمة الحويدرة، يعني قصيدته التي أولها: " بكرت سمية غدوة فتمنع " ومعنى سواء أي: عدل وسوى بمعناه. قال زهير:
أروني خطة لا ضيم فيها * يسوي بيننا فيها السواء فإن ترك السواء فليس بيني * وبينكم، بني حصن بقاء (1) وقيل: سواء مستو هو مصدر وضع موضع اسم الفاعل، ومعناه: إلى كلمة مستوية، وهو عند الزجاج اسم ليس بصفة، وإنما جر بتقدير ذات سواء، وجوز نصبه على المصدر.
الاعراب: موضع (أن لا نعبد) فيه وجهان أحدها: أن يكون في موضع جر