التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ١٤٩
واهية غير سديدة تحق أن تستر لا تسطر وتكتم لا تشهر وكله من القيل والقال الذي تواتر النهي عنه من الثقلين كما سبق في المقدمة ومن تعظيمه تعظيم أهله وأن يحضر القلب ويترك حديث النفس ويتدبره فعن أمير المؤمنين (ع) لا خير في قراءة لا تدبر فيها وهو أمر زائد على حضور القلب فإن حاضر القلب ربما لا يتفكر في غير القرآن ولكنه يقتصر على سماع القرآن من نفسه ولا يتدبره والمقصود من القراءة التدبر وهذه الأحوال الثلاثة مترتبة و يتردده أحيانا إذا لم يثات له حق التدبر بدونه أو للرغبة أو الرهبة أو التذكر أو التذكير أو التلذذ أو الاستعطاف أو التعوذ أو التضرع أو غير ذلك من الأحوال التي لا تكمل إلا به وعن أبي ذر رضي الله عنه قام بنا رسول الله صلى الله عليه وآله فقام ليلة بآية يرددها إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم وعن أبي عبد الله (ع) ما زلت أردد إياك نعبد حتى سمعتها من قائلها ويتفهمه فيستوضح من كل آية ما يليق بها ويلتمس غرائبه كما وقع الأمر به في حديث أمير المؤمنين (ع) فإن تحت كل كلمة منها أسرار مكتومة لا تنكشف إلا للطالبين من الموفقين ويقدر أنه المراد بالخصوص بكل خطاب فيه فإذا مر بأمر أو نهي أو وعد أو ايعاد جعل نفسه المأمور والمنهي والموعود والموعد وكذا عند كل قصة فإن السمر غير مقصود وإنما المقصود الاعتبار وأخذ ما يحتاج إليه فما من بناء في القرآن من قصص الأولين إلا وفيه عبرة للمعتبرين وأخلي القصص بحسب الظاهر من معنى الانذار والوعظ قصة يوسف بطولها حتى أن من أهل الاسلام من زعم أن هذه السورة ليست من القرآن لأنها قصة امرأة فاجرة عشقت صبيا جميلا فراودته والمتأمل يرى فيها وجوها من الاعتبار والفوائد مهمة ولنشر إلى جملة منها أ أن علم الرؤيا من العلوم حقيقية وليست من المتخيلات المحضة كما زعمه بعض الحكماء ب النهي عن افشاء الأسرار عند من لا يؤتمن شره ج مذمة ملكة الحسد وأنها إذا أطيعت انجرت بصاحبها إلى ما هو أكبر منها كقتل النفس المحترمة والقائها في المهالك وربما يفتضح الحسود ويضطر إلى الاقرار بفضل المحسود د مذمة الكذب وانتهاؤه إلى الخزي في الدنيا قبل الآخرة ه مدح الصبر وحلاوة ثمرته وأن في ابتلاء أنبياء الله أسوة لسائر الناس إذا ابتلوا بالمصائب فيهون عليهم أمرها ويتسهل لهم الصبر عليها ز إن البكاء والأسف لا يتنافيان الصبر الجميل والنهي عن اليأس من روح الله ومدح العفة وحسن عاقبتها ومذمة الفجور وسوء عاقبته وجواز تحمل الضرر تحرزا عن الوقوع في المعصية بأن التوسل بالمخلوقين أحيانا للخلاص عن الأسوأ لا ينافي التوكل لجواز طلب المناصب العالية لمن يثق من نفسه بالقيام بحقوقها بأن مدح النفس أحيانا بما هو فيها ليس من تزكية النفس المنهي عنها يه جواز ادخار الأقوات عند الحاجة وأنه لا ينافي التوكل أيضا لجواز الاحتيال بالحيل المباحة للمقاصد المباحة ومن جملتها التورية في الكلام عند الحاجة بحسن العفو عن المسيئين وقبول اعتذارهم لأن اللمعات القدسية ربما تبرق على قلب الولي فيرى ما هو بعيد عنه وربما تطبق عليه فلا يرى ما هو قريب إليه يظهر أنه لا راد لقضاء الله ولا معقب لحكمه فإذا سبقت عنايته (تع) لأحد بالحسنى لا يضره كيد الكائدين كان الاتيان بهذه القصة العجيبة آية بينة للنبي صلى الله عليه وآله وفيها وجوه أخر تستنبط بالنظر وقد قال (تع) لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ومن ثم من الله على الكافة بإنزال الكتاب بقوله واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة لعموم فايدته الجميع وإذا قصد بالخطاب جميع الناس قصد الآحاد فهذا الواحد القاري مقصود فما له ولسائر الناس فليقدر أنه المقصود دون غيره وأن يتأثر بالقراءة وهو من فروع التدبر وذلك باختلاف حال القلب وظهور الآثار المتغايرة فيه بحسب اختلاف المعنى فيكون له بحسب معنى كل آية حال ووجد ووجل فيفرح ويشتاق ويخاف عند قراءة آية رحمة وجنة وعذاب ونحو ذلك فإن كلام الله تعالى يشتمل على جميع ذلك وفيه السهل اللطيف والشديد العسوف والمرجو والمخوف وكيف يكون حال المستمع واحدا والمسموع مختلف فتنوع وجوه الكلمات يستتبع تقلب القلب في الحالات وبحسب كل حالة يستعد للمكاشفة بأمر يناسب تلك الحالة كما يأتي في وصف المتقين والقرآن إنما يقرأ لاستجلاب هذه الأحوال وإلا فمؤنة تحريك اللسان بهجائه حفيفة ويترقى في مقامات القراءة وهي ثلاث فالأدنى تقدير العبد أنه يقرأ بين يدي الله سبحانه بمرأى منه ومسمع فيكون حاله عند هذا التقدير السؤل والتملق والتضرع والابتهال ثم إن يشهد بقلبه أنه تعالى يخاطبه بألطافه ويناجيه بأنعامه واحسانه فمقامه الحياء والتعظيم والاصغاء والفهم كذا في الحقايق ويمكن أن يكون كلام أبي عبد الله (ع) المنقول إشارة إليه أو المعنى تقدير أن العبد يخاطب ربه ومقامه الحياء والتعظيم أيضا وحضور القلب وحسن الأدب ثم برؤية المتكلم كذا في النسخ والصواب حذف الجار وصفاته وأفعاله في الكلام فلا ينظر إلى نفسه ولا إلى قرائته ولا إلى تعلق الانعام به من حيث إنه منعم عليه بل يكون مقصور الهم على المتكلم موقوف الفكر عليه كأنه مستغرق بمشاهدة المتكلم عن غيره وهذا المقام إنما هو للصادقين وهم المقربون وعنه أخبر أبو عبد الله (ع) بقوله والله لقد تجلى الله لخلقه في كلامه ولكن لا يبصرون ويحتمل منه غير ذلك قريبا مما قصده الشاعر بقوله - در سخن پنهان شدم چون بوي كل در برك كل - ميل ديدن هر كه دارد در سخن بيند مرا - والمقامان الأولان لأصحاب اليمين على مراتبهم وغيرها من المراتب المنحطة للغافلين على مراتبهم أيضا ويرى دخوله فيما يمر به من ذم العاصين والمقهورين وتوعيدهم دون
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360