الجثة ليست بشئ، وإنما الأرواح عند الله، فاصبري واحتسبي، فقالت: ما يمنعني من الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل.
(142) حدثنا إسماعيل بن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال: أتيت أسماء بعد قتل عبد الله بن الزبير فقالت: بلغني أنهم صلبوا عبد الله منكسا وعلقوا معه الهرة، والله لوددت أني لا أموت حتى يدفع إلى فأغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه "، فما لبثوا أن جاءه كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله، قال: فأتيت به أسماء فغسلته وحنطته وكفنته ثم.
دفنته.
(143) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال: دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بعشر ليال وأسماء وجعة، فقال لها عبد الله: كيف تجدينك؟ قالت: وجعة، قال: إن في الموت لعافية، قال: لعلك تشمتين بموتي، فذلك يتمناه فلا تفعلي، فوالله ما أشتهي أن أموت حتى يأتي على أحد طريقيك، إما أن تقتل فأحتسبك، وإما تظهر فتقر عيني، فإياك أن تعرض عليك حظه لا توافقك فتقبلها كراهة الموت، قال: وإنما عني ابن الزبير ليقتل فيحزنها ذلك.
(144) حدثنا خلف بن خليفة عن أبيه قال: أخبرني أبي أن الحجاج حين قتل ابن الزبير جاء به إلى منى فصلبه عند الثنية في بطن الوادي، ثم قال للناس: انظروا إلى هذا شر الأمة، فقال: إني رأيت ابن عمر جاء على بغلة له فذهب ليدنيها من الجذع فجعلت تنفر، فقال لمولاها، ويحك خذ بلجامها فأدنها، قال: فرأيتها أدناها فوقف عبد الله بن عمر وهو يقول: رحمك الله! إن كنت صواما قواما، ولقد أفلحت أمه أنت شرها.
(145) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن شمر عن هلال بن يساف قال: حدثني البريد الذي جاء برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير، قال: فلما وضعه بين يديه قال: ما حدثني كعب بحديث إلا رأيت مصداقه غير هذا، فإنه حدثني أنه يقتلني رجل من بني ثقيف، أراني أنا الذي قتلته.