مرضه: " ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما لا تضلون بعدي " وقوله ما قال، وسكوت رسول الله (صلى الله عليه وآله) عنه، وأعجب الأشياء أنه قال ذلك اليوم: حسبنا كتاب الله، فافترق الحاضرون من المسلمين في الدار فبعضهم يقول القول ما قال رسول الله وبعضهم يقول: القول ما قال عمر، فقال رسول الله - وقد كثر اللغط وعلت الأصوات -: " قوموا عني فما ينبغي لنبي أن يكون عنده التنازع، فهل بقي للنبوة مزية أو فضل إذا كان الاختلاف قد وقع بين القولين؟ وميل المسلمون بينهما فرجح قوم هذا وقوم هذا، أفليس ذلك دالا على أنهم سووا بينه وبين عمر وجعلوا القولين مسألة خلاف ذهب كل فريق منهم إلى نصرة واحد منهما كما يختلف اثنان من عرض المسلمين في بعض الأحكام فينصر هذا قوم وينصر ذلك آخرون، فمن بلغت قوته وهمته إلى هذا كيف ينكر أن يبايع أبا بكر لمصلحة يراها ويعدل عن النص ".
" والله لو لبس المسلمون السواد وأقاموا المآتم وبلغوا غاية الأحزان كان ذلك يسيرا لما أدخل عليهم عمر من المصيبات، وأوقعهم فيه من الهلاك والضلال والشبهات " (1).
لأنه " كان سبب من ضل من أمته وسبب اختلافهم وسفك الدماء فيما بينهم وتلف الأموال واختلال الشريعة وهلاك اثنين وسبعين فرقة من أصل فرق