مكاتيب الرسول - الأحمدي الميانجي - ج ٣ - الصفحة ٣٩٠
وما جرى اليعفور بصلع (1).
فكتب لهم رسول الله الكتاب الذي تقدم واستعمل مالك بن نمط على من أسلم من قومه فقال مالك بن نمط:
ذكرت رسول الله في فحمة الدجى * ونحن بأعلى رحرحان وصلدو (2) وهن بنا خوص طلائح تعتلي * بركبانها في لأحب متمدد (3)
(١) " عهدهم لا ينقض ما أقامت لعلع وما جرى اليعفور بصلع " كذا في ابن هشام وفي العقد الفريد والمواهب والفائق ودحلان: " عهدهم لا ينقض عن سنة [شية] ما حل ولا سوداء غنقفير ما أقام لعلع وما جرى اليعفور بضلع " تقدم تفسير " عهدهم لا ينقض عن شية ماحل " " العنقفير " الداهية ويقال:
غول غقفير يعني أن هذا العهد مرعي غير منكوث على ما خيلت كنحو ما يكتبونه: لكم الوفاء منا بما أعطيناكم في العسر واليسر وعلى المنشط والمكره كذا قال الزمخشري، وقال الزرقاني: أي لا ينقض عهدهم بسعي الواشي ولا بداهية نزل وإضافة السوداء إليها إضافة الصفة للموصوف أي: ولا ينقض عن داهية شديدة (وراجع دحلان والنهاية) " لعلع " بفتح اللامين وسكون العين جبل (راجع القاموس والفائق والزرقاني ودحلان وغريب الحديث).
" وما جرى اليعفور بصلع " اليعفور بفتح الياء وإسكان المهملة وضم الفاء: الخشف وهو ولد الضبا أول ما يولد أو أول سنة أو الذي يقرب من ولادها وولد البقرة الوحشية، وقيل هو تيس الظباء والجمع اليعافير (راجع الزرقاني والقاموس).
" بصلع " بضم الصاد المهملة وتشديد اللام الأرض التي لا نبات فيها، فالمراد ان عهدهم لا ينقض أصلا لأن لعلعا مقيم واليعفور لا ينفك عن جريه بالأرض القفر (راجع الزرقاني والنهاية في صلع).
(2) الفحمة: من الليل أوله أو أشد سواده أو ما بين غروب الشمس إلى نوم الناس (القاموس) الدجى:
الظلمة أو سواد الليل مع غيم لا ترى نجما ولا قمرا (الأقرب) رحرحان بفتح الرائين وسكون الحاء جبل قرب عكاظ (القاموس) صلدد بالصاد المهملة المفتوحة وسكون اللام وفتح الدال موضع باليمن أو قرب رحرحان (القاموس).
(3) " وهن " أي الإبل. " خوص " الخوص: محركة غؤر العين، وخوص جمع مفرده خوصاء أي: الإبل الغائرة العين. " طلائح " جمع طليحة وطلحة أي المعيبة والتي أعيت " تغتلي " بالمعجمة أي تشتد في سيرها وفي بعض النسخ " تعتلى " بالمهملات: أي ترتفع في سيرها فيقارب معنى " تغتلى ". " اللاحب " الطريق الواضح " المتمدد ": المنبسط يعني يحملنا قلائص خوص وطلائح اللاتي تشتد في سيرها في طريق وسيع.