لبيك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم قال أين أبو ذر فأجاب لبيك يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلما مثلوا بين يديه قال انطلقوا بأجمعكم فقوموا في جنبات المدينة وأجمعوا المهاجرين والأنصار والمسلمين فانطلقوا لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وأقبل رسول الله صلى الله عليه وآله فجلس على أعلا درجة من منبره فلما حشد المسجد بأهله قام رسول الله صلى الله عليه وآله فحمد الله وأثنى عليه (فقال الحمد لله الذي رفع السماء فبناها وبسط الأرض فدحاها (1) وأثبتها بالجبال فأرساها (2)، أخرج منها ماءها ومرعاها الذي تعاظم عن صفات الواصفين وتجلل عن تحبير (3) لغات الناطقين، وجعل الجنة ثواب المتقين والنار عقاب الظالمين وجعلني نقمة للكافرين ورحمة ورأفة على المؤمنين عباد الله إنكم في دار أمل، وعد وأجل، وصحة وعلل، دار زوال وتقلب أحوال، جعلت سببا للارتحال، فرحم الله امرءا قصر من أمله وجد في عمله، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوته، قدم ليوم فاقته، يوم يحشر فيه الأموات، وتخشع له الأصوات، وتذكر الأولاد والأمهات، وترى الناس سكارى وما هم بسكارى (يوم يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين) (يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا) (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) ليوم تبطل فيه الأنساب، وتقطع الأسباب، ويشتد فيه على المجرمين الحساب، ويدفعون إلى العذاب (فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور) أيها الناس انما الأنبياء حجج الله في أرضه، الناطقون بكتابه، العاملون بوحيه، أن الله عز وجل أمرني أن أزوج كريمتي فاطمة بأخي وابن عمي وأولى الناس بي علي بن أبي طالب وان الله قد زوجه في السماء بشهادة الملائكة وأمرني أن أزوجه وأشهدكم على ذلك ثم جلس رسول الله صلى الله عليه وآله، ثم قال قم يا علي فاخطب لنفسك قال يا رسول الله أخطب وأنت حاضر قال أخطب فهكذا أمرني جبرئيل أن آمرك أن تخطب لنفسك ولولا أن الخطيب في الجنان داود لكنت أنت يا علي، ثم قال النبي صلى الله عليه وآله (أيها الناس اسمعوا
(١١٨)