وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي - ج ١٩ - الصفحة ٢٥٠
الميت كحرمة الحي.
3 وعن علي بن محمد، ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن هارون بن الجهم، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث وفاة
(٣) الكافي: ج ١ ص ٣٠٢ - ح 3، فيه: قال محمد بن مسلم: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لما احتضر الحسن بن علي عليهما السلام قال للحسين عليه السلام: يا أخي إني أوصيك بوصية فاحفظها، فإذا أنا مت فهيئني ثم وجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لأحدث به عهدا ثم اصرفني إلى أمي فاطمة عليها السلام ثم ردني فادفني بالبقيع، واعلم أنه سيصيبني من الحميراء ما يعلم الناس من صنيعها وعداوتها لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وعداوتها لنا أهل البيت، فلما قبض الحسن عليه السلام (و) وضع على سريره فانطلقوا به إلى مصلى رسول الله صلى الله عليه وآله الذي كان يصلى فيه على الجنائزفصلى على الحسن عليه السلام فلما ان صلى عليه حمل فأدخل المسجد، فلما أوقف على قبر رسول الله صلى الله عليه وآله بلغ عائشة الخبر وقيل لها: انهم قد أقبلوا بالحسن بن علي ليدفن مع رسول الله فخرجت مبادرة على بغل بسرج - فكانت أول امرأة ركبت في الاسلام سرجا - فوقفت وقالت: نحوا ابنكم عن بيتي، فإنه لا يدفن فيه شئ ولا يهتك على رسول الله صلى الله عليه وآله حجابه، فقال لها الحسين بن علي صلوات الله عليهما: قديما هتكت أنت وأبوك حجاب رسول الله صلى الله عليه وآله وأدخلت بيته من لا يحب رسول الله قربه، وان الله سائلك عن ذلك يا عائشة، ان أخي أمرني أن أقر به من أبيه رسول الله صلى الله عليه وآله ليحدث به عهدا، واعلمي أن أخي أعلم الناس بالله ورسوله وأعلم بتأويل كتابه من أن يهتك على رسول الله ستره لان الله تبارك وتعالى يقول: " يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي الا أن يؤذن لكم " وقد أدخلت أنت بيت رسول الله صلى الله عليه وآله الرجال بغير اذنه وقد قال الله عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي " ولعمري لقد ضربتي أنت لأبيك وفاروقه عند أذن رسول الله صلى الله عليه وآله المعاول، وقد قال الله عز وجل " ان الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى " ولعمري قد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الأذى وما رعيا من حقه ما أمرهما الله به على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله