عبادة: إسحاق بن يحيى وتفرد بروايتها عن إسحاق موسى بن عقبة، فليس لها حظ من الشهرة الروائية.
وأما عن مصدر الحديث فلان هذا الحديث لم يوجد بطوله في مجاميعهم الحديثية المهمة كالصحاح الستة - بل لم ينقل في شئ من صحاحهم جملة (لا ضرر ولا ضرار) إلا في سنن ابن ماجة (1) - كما أن كثيرا من فقراتها الأخرى غير مذكورة فيها، فكيف يدعى مع ذلك شهرته ومعروفيته عندهم.
نعم ورد ذكره في مسند أحمد وصحيح أبي عوانة ومعجم الطبراني ولكن هذه الكتب الثلاثة ليست بتلك الأهمية والاعتبار عندهم، وأشهرها مسند أحمد الذي اطلع العلامة شيخ الشريعة على تضمنه لهذا الحديث، غير أن المسند تدور حوله جملة من الشبهات:
(منها) إنه بصورته المعروفة ليس من جمع أحمد بن حنبل ولذا لم يروه عنه تلامذته من غير أهل بيته لان ما نقله عنه أهل بيته خاصة سيما ابنه عبد الله، فعن شمس الدين الجزري: إن الإمام أحمد شرع في جمع المسند لكنه في أوراق متناثرة وفرقه في أجزاء منفردة على نحو ما تكون المسودة ثم توقع حلول المنية قبل حصول الأمنية فبادر بإسماعه لأولاده وأهل بيته ومات قبل تنقيحه وتهذيبه - فبقي على حاله ثم جاء بعده ابنه عبد الله فألحق به ما يشاكله وضم إليه من مسموعاته ما يشابهه ويماثله (2).
ومنها: إن المسند الموجود بأيدينا ليس جميعه من رواية أحمد بل لابنه