الشفعة حال صدوره ليس ظهورا لفظيا وضعيا لا يرفع اليد عنه إلا بداع قوى وظهور أقوى، بل هو ظهور ضعيف يرتفع بالتأمل فيما نقلناه، سيما مع ما علم من استقراء رواياته - أي روايات عبادة - من اتقانه وضبطه وما صرحوا به إنه كان من أجلاء الشيعة.
ثم ذكر (ره) بعض ما يدل على جلالة عباده وشهادته المشاهد مع النبي صلى الله عليه وآله ورجوعه بعده إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
وملخص ما أفاده (قدس سره) إنه وإن كان ظاهر رواية عقبة إن كبرى لا ضرر كانت ذيلا لحديثي الشفعة ومنع فضل الماء في مرحلة سابقة على نقل عقبة، إلا إنه يجب رفع اليد عن هذا الظهور الذي هو ضعيف أساسا بملاحظة إن أقضية النبي صلى الله عليه وآله قد روي بطريق العامة عن عبادة بن الصامت ولم يذكر فيها هذه الكبرى ذيلا لحديثي الشفعة ومنع فضل الماء بل جاء ذكرها قضاءا مستقلا، وحيث إن عقبة بن خالد قد روى أيضا أقضية النبي صلى الله عليه وآله - كما يدل على ذلك وجود جملة منها منقولة عنه في الجوامع الحديثية الموجودة بأيدينا - والمظنون أنها كانت مجتمعة في روايته وإنما فرقها أصحاب الكتب ليلحقوا كل قضية ببابها فيستنتج من ضم هذا إلى ذاك أن الجمع بين حديثي الشفعة ومنع فضل الماء وحديث لا ضرر في رواية عقبة إنما هو من قبيل الجمع في الرواية على حذو ذلك في حديث عبادة.
هذا ملخص كلامه قدس سره في هذا الوجه وقد وافقه عليه جمع من المحققين (1).
ولتحقيق ما أفاده (ره) لا بد من البحث: