وأما الجهة الثانية: فلاشتمال السند على علي بن الحسين السعد آبادي ومحمد بن موسى بن المتوكل.
فأما علي بن الحسين السعد آبادي فهو ممن لم يوثق وإن بنى جمع على وثاقته استنادا إلى بعض الوجوه الضعيفة: (منها) كونه من مشايخ ابن قولويه في كتاب كامل الزيارات بناءا على استفادة توثيق جميع رواة هذا الكتاب أو خصوص مشايخ مؤلفه من الكلام المذكور في مقدمته (1).
ولكن الصحيح إن العبارة المذكورة في المقدمة لا تدل على هذا المعنى بل مفادها أنه لم يورد في كتابه روايات الضعفاء والمجروحين، لذا لم يكن قد أخرجها الرجال الثقات المشهورون بالحديث والعلم، المعبر عنهم بنقاد الأحاديث كمحمد بن الحسن بن الوليد وسعد بن عبد الله وأضرابهما وأما لو كان قد أخرجها بعض هؤلاء سواءا كانوا من مشايخه أو مشايخ مشايخه فهو يعتمدها ويوردها في كتابه، فكأنه قدس سره يكتفي في الاعتماد على روايات الشذاذ من الرجال - على حد تعبيره - بإيرادها من قبل بعض هؤلاء الأعاظم من نقاد الأحاديث.
وهذا المعنى مضافا إلى كونه ظاهر عبارته المشار إليها - كما يتبين عند التأمل - مقرون ببعض الشواهد الخارجية المذكورة في محلها.