أرض البربر وهم إذ داك ساكنون بفلسطين وأكناف الشام فولدت البهاء لبر ابن قيس ولدين علوان ومادغيس فمات علوان صغيرا وبقي مادغيس فكان يلقب الأبتر وهو أبو التر من البربر ومن ولده جميع زناتة قالوا وتزوج مادغيس بن بر وهو الأبتر باحال بنت واطاس بن محمد بن مجدل بن عمار فولدت له زحيك بن مادغيس وقال أبو عمر بن عبد البر في كتاب التمهيد في الأنساب اختلف الناس في انساب البربر اختلافا كثيرا وأنسب ما قيل فيهم أنهم من ولد قبط بن حام لما نزل مصر خرج ابنه يريد المغرب فسكنوا عن اخر عمالة مصر وذلك ما وراء برقة إلى البحر الأخضر مع بحر الأندلس إلى منقطع الرمل متصلين بالسودان فمنهم لواتة بأرض طرابلس ونزل قوم بقربها وهم نفزة ثم امتدت بهم الطرق إلى القيروان وما وراءها إلى تاهرت إلى طنجة وسجلماسة إلى السوس الأقصى و ه طوائف صنهاجة وكتامة وركالة وركلاوة وفطواكة ومرطاوة وذكر بعض أهل الآثار ان الشيطان نزغ بين بنى حام وبنى سم فوقعت بينهم مناوشات كانت الدبرة فيها لسام وبنيه وخرج سام إلى المغرب وقدم مصر وتفرق بنوه ومضى على وجهه يؤم المغرب حتى بلغ السوس الأقصى وخرج بنوه في اثره يطلبونه فكل طائفة من ولده بلغت موضعا وانقطع عنهم خبره فأقاموا بذلك الموضع وتناسلوا فيه ووصلت إليهم طائفة فأقاموا معهم وتناسلوا هنا لك وكان عمر حام أربعمائة وثلاثا وأربعين سنة فيما ذكره البكري وقال آخرون كان عمره خمسمائة واحدى وثلاثين سنة وقال السهيلي يمن هو يعرب بن قحطان قال وهو الذي أجلى سام إلى المغرب بعد أن كان الجرمي من ولد قوط بن يافث هذا اخر الخلاف في انساب البربر * واعلم أن هذه المذاهب كلها مرجوحة وبعيدة من الصواب فأما القول بأنهم من ولد إبراهيم فبعيد لان داود الذي قتل جالوت وكان البربر معاصرين له ليس بينه وبين إسحاق بن إبراهيم أخي نعشان الذي زعموا أنه الا نحو عشرة آباء ذكرناهم أول الكتاب ويبعد أن تشعب النسل فيهم مثل التشعب وأما القول بأنهم من ولد جالوت أو العماليق وأنهم نقلوا من ديار الشام وانتقلوا فقول ساقط يكاد يكون من أحاديث خرافة إذ مثل هذه الأمة المشتملة على أمم وعوالم ملأت جانب الأرض لا تكون منتقلة من جانب آخر وقطر محصور والبربر معروفون في بلادهم وأقاليمهم متحيزون بشعارهم من الأمم منذ الأحقاب المتطاولة قبل الاسلام فما الذي يحوجنا إلى التعلق بهذه الترهات في شأن أوليتهم ويحتاج إلى مثل في كل جيل وأمة من العجم والعرب وافريقش الذي يزعمون أنه نقلهم قد ذكروا انه وجدهم بها وانه تعجب من كثرتهم وعجمتهم وقال ما أكثر بربرتكم فكيف يكون هو الذي نقلهم وليس بينه وبين ذي المغار من يتشعبون فيه إلى
(٩٦)