ثمانية كنت بدأت بالمروة وختمت بها وكان ذلك خلاف السنة، وإذا سعيت تسعا كنت بدأت بالصفا وختمت بالمروة، وكلما أتيته من الصيد في عمرة أو متعة فعليك أن تذبح أو تنحر ما لزمك من الجزاء بمكة عند الحزورة قبالة الكعبة موضع النحر وإن شئت أخرته إلى أيام التشريق فتنحره بمنى وقد روي ذلك أيضا، وإذا وجب عليك في متعة وما أشبه مما يجب عليك فيه من جزاء الحج فلا تنحره إلا بمنى، فإن كان عليك دم واجب قلدته أو جللته أو أشعرته فلا تنحره إلا في يوم النحر بمنى، وإذا أردت أن تشعر بدنتك فاضربها بالشفرة على سنامها من جانب الأيمن، فإن كانت البدن كثيرة فأدخل بينها واضربها بالشفرة يمينا وشمالا، وإذا أردت نحرها فانحرها وهي قائمة مستقبل القبلة وتشعرها وهي باركة وكل من أضحيتك وأطعموا القانع والمعتر، القانع الذي يقنع بما تعطيه، والمعتر الذي يعتريك، ولا تعطي الجزار منها شيئا ولا تأكل من فداء الصيد إن اضطررته فإنه من تمام حجك.
وأكثر الصلاة في الحجر وتعمد تحت الميزاب وادع عنده كثيرا وصل في الحجر على ذراعين من طرفه مما يلي البيت فإنه موضع شبر وشبير ابني هارون ع، وإن تهيأ لك أن تصلي صلواتك كلها عند الحطيم فافعل فإنه أفضل بقعة على وجه الأرض، والحطيم ما بين الباب والحجر الأسود وهو الموضع الذي فيه تاب الله على آدم ع، وبعده، الصلاة في الحجر أفضل، وبعده ما بين الركن العراقي والباب وهو الموضع الذي كان فيه المقام في عهد إبراهيم ع إلى عهد رسول الله ص ، وبعده خلف المقام الذي هو الساعة وما قرب من البيت فهو أفضل إلا أنه لا يجوز أن تصلي ركعتي طواف الحج والعمرة إلا خلف المقام حيث هو الساعة، ولا بأس أن تصلي ركعتين لطواف النساء وغيره حيث شئت من المسجد الحرام.
وإذا كان يوم التروية فاغتسل والبس ثوبيك اللذين للإحرام وأت المسجد حافيا عليك السكينة والوقار وصل عند المقام الظهر والعصر واعقد إحرامك دبر العصر وإن شئت في دبر الظهر بالحج مفردا تقول:
اللهم إني أريد ما أمرت به من الحج على كتابك وسنة نبيك ع فإن