الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر على ما هدانا والحمد لله على ما أولانا ورزقنا من بهيمة الأنعام.
باب النفر من منى ودخول الكعبة ووداع البيت:
لا بأس أن ينفر الانسان من منى اليوم الثاني من أيام التشريق وهو اليوم الثالث من يوم النحر، فإن أقام إلى النفر الأخير وهو اليوم الثالث من أيام التشريق والرابع من يوم النحر كان أفضل، فإن كان ممن أصاب النساء في إحرامه أو صيدا لم يجز له أن ينفر في النفر الأول ويجب عليه المقام إلى النفر الأخير.
وإذا أراد أن ينفر في النفر الأول فلا ينفر إلا بعد الزوال إلا أن تدعوه ضرورة إليه من خوف وغيره فإنه لا بأس أن ينفر قبل الزوال وله أن ينفر بعد الزوال ما بينه وبين غروب الشمس فإذا غابت الشمس لم يجز له النفر وليبت بمنى إلى الغد، وإذا نفر في النفر الأخير جاز له أن ينفر من بعد طلوع الشمس أي وقت شاء فإن لم ينفر وأراد المقام بمنى جاز له ذلك إلا الإمام خاصة فإن عليه أن يصلى الظهر بمكة.
ومن نفر من منى وكان قد قضى مناسكه كلها جاز له أن لا يدخل مكة، وإن كان قد بقي عليه شئ من المناسك فلا بد له من الرجوع إليها وهو الأفضل على كل حال لتوديع البيت وطواف الوداع.
ويستحب أن يصلى الانسان بمسجد منى وهو مسجد الخيف وكان رسول الله ص مسجده عند المنارة التي في وسط المسجد وفوقها إلى القبلة نحوا من ثلاثين ذراعا وعن يمينها وعن يسارها مثل ذلك فإن استطعت أن يكون مصلاك فيه فافعل، ويستحب أن يصلى الانسان ست ركعات في مسجد منى فإذا بلغ مسجد الحصباء وهو مسجد رسول الله ص فليدخله وليسترح فيه قليلا وليستلق على قفاه.
فإذا جاء إلى مكة فليدخل الكعبة إن تمكن من ذلك سنة واستحبابا والصرورة لا يترك دخولها على حال مع الاختيار فإن لم يتمكن من ذلك لم يكن عليه شئ، فإذا أراد دخول الكعبة فليغتسل قبل دخولها سنة مؤكدة فإذا دخلها فلا يمتخط فيها ولا يبصق ولا