بك وصدق النية في التوكل عليك، اللهم افعل بي ما أنت أهله فإنك إن تفعل بي ما أنا أهله تعذبني ولم تظلمني.
ويقر بذنوبه ويقرأ سورة إنا أنزلناه فإذا فعل ذلك فقد تمم من السعي شوطا، ثم ينحدر من المروة ماضيا إلى الصفا ويقول فيما بين المروة والزقاق مثل ما قاله أولا في هذا الموضع ويقول أيضا في حال الهرولة من الزقاق إلى المنارة ومن المنارة في حال المشي إلى الصفا مثل ما قاله أولا من دعاء وغيره ولا يزال كذلك حتى يتم سبعة أشواط، فإذا تمم ذلك قصر والتقصير ههنا هو أن يأخذ من جوانب شعره ورأسه ولحيته ولا يحلق رأسه ويقلم أظفاره والأفضل له أن يبقى منها ما يأخذه عند تقصيره للحج، فإذا أتى على ذلك فقد أحل من كل ما أحرم منه إلا الصيد، وجاز له لبس الثياب المخيطة غير أن الأفضل أن يقيم على إحرامه إلى يوم التروية فإذا حضر هذا اليوم جدد الإحرام للحج فيه.
باب السهو والشك في السعي:
السهو والشك في السعي ضربان: أحدهما يجب منه إعادته والآخر لا يجب منه ذلك.
فأما الذي يجب منه إعادته فهو: أن يسهو فيقدمه على الطواف أو يشك وهو فيه فلا يدري كم سعى، أو يسعى ثماني مرات ويكون في الثامنة عند المروة، أو يزيد فيه متعمدا، أو يسهو عنه فلا يذكره حتى صار في بلده، فعليه الرجوع لقضائه فإن لم يتمكن من ذلك أمر من يسعى عنه.
وأما الذي لا يجب منه إعادته فهو: أن يسهو فيزيد فيه وقد بدأ بالصفا فليطرح الزيادة ويتمم سبعين إن شاء ذلك أو يسعى تسع مرات ويكون في التاسع عند المروة فلا شئ عليه أو يسهو فينقص شوطا أو أكثر ثم يذكره فعليه إتمامه أو يسهو عن الرمل ويذكر ذلك في حال السعي فليعد إلى المكان الذي سها عنه فيه ثم يأتي به إن شاء الله.
باب التقصير بعد سعي العمرة المتمتع بها إلى الحج:
إذا فرع المتمتع من هذا السعي فليقصر وذلك أن يأخذ شيئا من شعره وأظفاره ولا