فإذا أتيت مزدلفة وهي جمع فصل بها المغرب والعتمة بأذان واحد وإقامتين ولا تصلها إلا بها وإن ذهب ربع الليل وبت بمزدلفة، فإذا طلع الفجر فصل الغداة ثم قف بها بسفح الجبل إلى أن تطلع الشمس على ثبير فإن الوقوف بها فريضة وأحمد الله وهلله وسبحه ومجده وكبره واثن عليه بما هو أهله وصل على النبي ص ثم ادع لنفسك ما بينك وبين طلوع الشمس على ثبير، فإذا طلعت الشمس ورأت الإبل مواضع أخفافها في الحرم فامض حتى تأتي محسر فأرمل فيه قدر مائة خطوة وقل كما قلت في السعي بمكة ثم امض إلى منى.
رمى الجمار:
فإن أحببت أن تأخذ حصاك الذي ترمى بها من مزدلفة فعلت وإن أحببت أن تكون في رحلك بمنى فأنت في سعة فاغسلها واقصد إلى الجمرة القصوى وهي جمرة العقبة فارمها بسبع حصيات من قبل وجهها ولا ترمها من أعلاها ويكون بينك وبين الجمرة عشرة أذرع أو خمسة عشر، وتقول وأنت مستقبل القبلة والحصى في يدك اليسرى:
اللهم هذه حصياتي فأحصهن لي وارفعهن في عملي. وتقول مع كل حصاة:
الله أكبر اللهم ازجر عني الشيطان، اللهم تصديقا بكتابك وعلى سنة نبيك صلى الله عليه وآله، اللهم اجعله حجا مبرورا وعملا مقبولا وسعيا مشكورا وذنبا مغفورا.
ولتكن الحصاة كالأنملة منقطة كحلية مثل حصى الخزف. فإذا أتيت رحلك وفرغت من رمى الجمار فقل:
اللهم بك وثقت وعليك توكلت فنعم الرب أنت ونعم المولى ونعم النصير.