باب صفة الإحرام:
فإذا بلغ المتوجه إلى الحج ميقات أهله فلينظف في ذلك المكان وإن كان على عورته شعر فليزله ولينظف إبطيه أيضا من الشعر وليقص من شاربه وليقص من أظفاره ولا يمس شيئا من شعر رأسه ولا شعر لحيته. ثم ليغتسل وليلبس ثوبي إحرامه يأتزر بأحدهما ويتوشح بالآخر، أو يرتدي، به، ولا يحرم في ديباج ولا حرير ولا خز مغشوش بوبر الأرانب أو الثعالب، ولا يحرم في ثياب سود. وأفضل الثياب للإحرام، البيض من القطن أو الكتان. وإن كان وقت فريضة وكان متسعا قدم نوافل الإحرام وهي ست ركعات، ويجزئ منها ركعتان ثم صلى الفريضة وأحرم في دبرها، وهو أفضل وإن لم يكن وقت الفريضة صلى ست ركعات، فإذا فرع منها قال:
اللهم إني أريد ما أمرت به من التمتع بالعمرة إلى الحج على كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله فإن عرض لي عارض يحبسني فحلني حيث حبستني من النساء والطيب والثياب أبتغي بذلك وجهك والدار الآخرة لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك.
وإن كان يريد القران قال:
اللهم إني أريد الحج قارنا فسلم لي هديي وأعني على مناسكي أحرم لك جسدي - إلى آخر الكلام.
فإذا أحرم بما ذكرناه فليكشف ظلال محمله إن كان له ظلال، ولا يجلس تحته، وليجتنب النساء وشم الطيب وكل طعام فيه طيب، ولا يلبس قميصا ولا يغط رأسه ولا يحك جسده ولا رأسه حكا يدميه، ولا يرم بشئ من شعره، ولا يلق القملة عن بدنه ولا ينظر وجهه في مرآة، ولا يرتمس في الماء، وليجتنب الصيد والجدال، وهو قول القائل: والله ما كان كذا، ووالله ليكون كذا ويجتنب الكذب وأشباهه من القبيح، قال الله عز وجل:
الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق. يعني الكذب وغيره من معاصي الله عز وجل، والجدال هو اليمين على ما بيناه. ولا يزال المحرم على ما وصفناه في توجهه فإن خالف في شئ مما ذكرناه فإن عليه في جميعه أحكاما على ما وصفناه.