لا يخرج أحد من بيته. وقيل: إن كراء دور مكة وبيعها حرام.
والمراد بالمسجد الحرام الحرم كله لقوله تعالى: أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام، والظاهر أنه غير المسجد وكان المشركون يمنعون المسلمين عن الصلاة في المسجد الحرام والطواف به ويدعون أنهم ولاته. وقيل: نزلت الآية في الذين صدوا عن مكة رسول الله ص عام الحديبية من أبي سفيان وأصحابه.
ومن يرد فيه بإلحاد بظلم، أي من يرد فيه ميلا عن الحق بأن يدخل مكة بغير إحرام إلا الحطابة والرعاة في وقت دون وقت. وقيل: هو احتكار الطعام بمكة. وقيل: هو كل شئ نهي عنه حتى شتم الخادم لأن الذنوب هناك أعظم. وقيل: الباء في قوله تعالى " بإلحاد " زائدة، أي ومن يرد فيه إلحادا، والباء في " بظلم " للتعدية. وقال الزجاج: الباء ليست بملغاة، وإليه يذهب أصحابنا. والمعنى: ومن إرادته فيه بأن يلحد بظلم كقوله:
أريد لأنسى ذكرها، أي أريد وإرادتي لهذا.
فصل:
اعلم أن مجموع فوائد قوله تعالى: فإن أحصرتم، وقوله: إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله، أن يقال: إن المحرم الممنوع على ضربين: محصور ومصدود.
فالمحصور هو الذي لحقه المرض، فإن كان معه هدي فليبعث إلى منى إن كان حاجا أو معتمرا للتمتع وإلى مكة إن كان معتمرا لا للتمتع ويجتنب جميع ما يجتنبه المحرم إلى أن يبلغ الهدي محله ثم قصر وقد أحل ويجب عليه الحج من قابل إن كان حجة الاسلام ولا تحل له النساء إلى أن يحج في العام القابل، وإن لم يكن ساق الهدي فليبعث ثمنه مع أصحابه ليذبحوا عنه في وقته ويجتنب هو ما يجب اجتنابه على المحرم فإذا دخل الوقت المعين فقد أحل.
وأما المصدود وهو الذي يصده العدو وقد أحرم، فإن كان معه هدي فليبعثه إلى مكة أو إلى منى على ما ذكرناه ليذبح هناك عنه فإن لم يقدر على ذلك ذبح هناك وقصر وأحل من كل شئ من النساء وغيرها، فإن لم يكن معه هدي وجب أن يقصر في مكانه ويحل