أترميني في مبارزة؟ والله، لئن رميتني لا تركت عدويا بمكة إلا قتلته.
فانهزم عنه عمر، ومر نحوه ضرار. وضربه على رأسه بالقناة، ثم قال: احفظها يا عمر، فإنني آليت أن لا أقتل قرشيا ما قدرت عليه.
فكان عمر يحفظ له ذلك بعد ما ولي، فولاه (1).
ونشير نحن هنا إلى ما يلي.
ألف - إن من الممكن أن يكون (ص) قد أمر عمر بمبارزة ضرار، أثناء مبارزة علي عليه السلام لعمرو، فحمل عليه ضرار، حتى إذا وجد مس الرمح رفعه وقال له مقالته تلك. ثم لما قتل عمرو وحسل وهجم علي على ضرار وهبيرة ونوفل فهربوا، عاد وقتل نوفلا.
ب - إننا لا نصدق أن يكون ضرار قد فر من عمر، لان ضرارا يعرف عمر ومدى شجاعته، إلا أن يكون فر من السهم الذي حاول عمر أن يرميه به، ثم عاد فهاجم عمر، وجرى بينهما ما جرى.
ج - إن هذه القضية قد حدثت أيضا بين ضرار وبين عمر في غزوة أحد، وقال له نفس هذه المقالة المذكورة عنه آنفا، وقد ذكرهما الواقدي في كتاب المغازي. وحسب نص الحلبي: إنه ضرب عمر بالقناة ثم رفعها وقال: ما كنت لأقتلك يا ابن الخطاب (2).
د: إننا نجد عمر يهتم بأمر ضرار بصورة ملفتة للنظر، فقد ذكر