" وقد تجلت حنكته السياسية في مساومته غطفان لزلزلتها عن موقفها إلى جانب قريش " (1) وقال: " لما فاوض الرسول غطفان، وأطمعهم في ثلث غلة المدينة، ثم عدل عن ذلك، ورفضه، توهمت غطفان: ان مركزه قد تحسن، وانه مقبل على حرب الأحزاب واجلائهم ومما زاد هذا الوهم تحقق غطفان من عدول بني قريظة عن مناصرة الأحزاب، وعزمها على تقديم سادات قريش وغطفان إلى الرسول ليقتلهم " (2) وثمة هدف آخر له (صلى الله عليه وآله) وهو انه كان يريد أن يطمئن إلى ما يتمتع به أصحابه من قوة معنوية واعتماد على نصر الله وتوفيقه، لأنه لم يكن يحب ان يسوق أصحابه إلى حرب أو مغامرة لا يجدون في أنفسهم شجاعة لخوضها، أو لا يؤمنون بجدواها، ولذلك عرض عليهم رأيه، وأبلغهم انه ليس تبليغا من الله تعالى (3) وبعد ان ذكر البعض: ان النبي (صلى الله عليه وآله) كان " يعرف حق المعرفة:
أن دوافع غطفان للغزو هي مادية فبل أي شئ آخر " (4) قال:
" وقد حققت هذه المناورة السياسية أغراضها على الرغم من أنها لم تنته إلى اتفاق مكتوب كما علمنا، ذلك ان كل المصادر التاريخية تجمع: انه لم يكن لغطفان اي دور عسكري بعد هذه المقابلة التي