الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٩ - الصفحة ٢٥٥
أكدت لهم اصرار رجال الثورة الاسلامية على القتال في سبيل عقيدتهم. ولكنهم ظلوا مرابطين في معسكراتهم حتى امرهم القائد أبو سفيان بالانسحاب وفك الحصار " (1) 2 - واما بالنسبة للدلالات لهذا الحدث، فهم يقولون:
أ: إنها محصورة في مجرد مشروعية مبدأ الشورى في كل ما لا نص فيه (2) ب: إنها تدل أيضا على " جواز اعطاء المال للعدو لمصلحة المسلمين. وقد صالح معاوية ملك الروم على الكف عن ثغور الشام بمال دفعه إليه، ذكره أبو عبيدة " قال السهيلي: قيل: كان مئة ألف دينار (3) " ج: وزعم البعض ان هذا الحدث يدل على أنه يجب على المسلمين ان يدفعوا الجزية إلى غير المسلمين إذا اقتضت الحاجة.
وعلى جواز صرف المسلمين أعداءهم عن ديارهم باقتطاع شئ من أرضهم أو خيراتهم لهم وقد ناقش ذلك البعض بما حاصله:.
أولا: إن الرأي المعروض للاستشارة، لا يعتبر دليلا تشريعيا لان المقصود بالاستشارة مجرد استطلاع ما في النفوس، فهي ممارسة لعمل تربوي بحت. والذي يحتج به من تصرفاته (صلى الله عليه وآله) وأقواله هو

(١) المصدر السابق ص ٢٤٨ (٢) فقه السيرة للبوطي ص ٣٠٠ - ٣٠٢ (٣) شرح بهجة المحافل ج ١ ص ٢٦٦ عن البغوي. وراجع: سبل الهدى والرشاد ج ٤ ص ٥٦٥ والروض الانف ج 3 ص 278
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست