لما أرادوا ان يكتبوا الشهادة جاء أسيد بن حضير، فرأى عيينة بن حصين قد مد رجله بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلم ما جاء له فاقبل إلى عيينة وقال:
يا عين الهجرس، أتمد رجلك بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟!
فوالله، لولا مجلس رسول الله لأنفذت جنبك بهذا الرمح ثم اقبل بوجهه إلى النبي فقال: يا رسول الله، إن كان هذا شيئا أمرك الله به لا بد لنا من عمله، أو أمرا تحبه، فاصنع ما شئت، ما نقول فيه شيئا. وإن كان غير ذلك، فوالله ما نعطيهم إلا السيف، متى كانوا يطمعون مان؟!
فسكت النبي (صلى الله عليه وآله) ولم يقل شيئا. وعلى حد تعبير الواقدي فأسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعى سعد بن معاذ وسعد بن عبادة، فاستشارهما فيه (خفية)، فقالا مثل ما قال أسيد (وأبوا اعطاء الدنية، فأمره النبي (صلى الله عليه وآله) بشق الكتاب) فاعتذر (صلى الله عليه وآله) بأنه قد رأى العرب رمتهم عن قوس واحدة إلى أن تقول الرواية: فتناول سعد، اي ابن معاذ الصحيفة واخذها من عثمان فمحا ما في الكتاب، ومزق الكتاب ثم تذكر الرواية محاورة بين عبادة بن بشر وعيينة. ثم ذكر رجوع عيينة والحارث. وعلما: ان لا يد لهم في المدينة، لما رأوا من اخلاص الأنصار، واتفاقهم مع رسول الله. ودخل في امرهما فتور وتزلزل (1)