9 - وأخيرا، فقد روى البخاري عن عروة: أن الزبير أركب ولده عبد الله يوم اليرموك فرسا وهو ابن عشر، ووكل به رجلا (1) وقد كانت وقعة اليرموك سنة 13 ه أو 15 ه. وعليه الجمهور (2) ويدل عليه كتاب الصلح الذي كتبه خالد للنصارى حينما أراد النهوض إلى اليرموك. وقد أرخه بسنة خمس عشرة (3) فتكون ولادة ابن الزبير في السنة الثالثة أو الخامسة. وهو ما أيدته بعض الشواهد المتقدمة، خصوصا قولهم في ولادة مروان وقد اعتذر العسقلاني وغيره عن قصة اليرموك هذه: بأنها قد جاءت على سبيل الغاء الكسر (4) ولكنه اعتذار واه، لأنه الغاء خمس أو ثلاث سنوات، من أصل خمس عشرة سنة بعيد ومستهجن، خصوصا إذا كان في مقام التحديد، من أجل اظهار فضيلة وخصوصية خاصة للزبير ولو سلمنا، فإنما يقبل هذا الاعتذار بعد ثبوت كون سن عبد الله هو عشر سنين. وهو لم يثبت. بل الظاهر خلافه كما قلنا
(٢١٥)