القرآن في: باب سجدة النجم، فإنه أخرجه هناك عن حفص بن عمر عن شعبة... إلى آخره.
3973 أخبرني إبراهيم بن موساى حدثنا هشام بن يوسف عن معمر عن هشام عن عروة قال كان في الزبيره ثلاث ضربات بالسيف إحداهن في عاتقه قال إن كنت لأدخل أصابعي فيها قال ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك قال عروة وقال لي عبد الملك بن مروان حين قتل عبد الله بن الزبير يا عروة هل تعرف سيف الزبير قلت نعم قال فما فيه قلت فيه فلة فلها يوم بدر قال صدقت:
* بهن فلول من قراع الكتائب * ثم رده على عروة قال هشام فأقمناه بيننا ثلاثة آلاف وأخذه بعضنا ولوددت أني كنت أخذته. (انظر الحديث 3721 وطرفه).
مطابقته للترجمة ظاهرة، فإنه يصرح بحضور الزبير بن العوام وقعة بدر، فيدخل في العدة، و إبراهيم بن موسى هو أبو إسحاق الفراء الرازي، و معمر بفتح الميمين يروي عن هشام بن عروة بن الزبير.
قوله: (أخبرني) ويروى: حدثني. قوله: (حدثنا هشام)، ويروى: أخبرنا هشام. قوله: (إحداهن في عاتقه) وتقدم في مناقب الزبير من طريق عبد الله بن المبارك عن هشام: أن الضربات الثلاث كن في عاتقه، وكذا هو في الرواية التي بعده، والعاتق ما بين العنق والمنكب. قوله: (قال) أي: عروة. قوله: (إن كنت)، إن، هذه مخففة من الثقيلة. قوله: (لأدخل) من الإدخال، واللام فيه للتأكيد، وفاعله هو عروة. قوله: (أصابعي فيها) وفي رواية الكشميهني: فيهن، وزاد في المناقب، وفي الرواية التي بعدها: ألعب وأنا صغير. قوله: (ضرب ثنتين يوم بدر وواحدة يوم اليرموك)، وفي رواية المبارك: أنه ضرب يوم اليرموك ضربتين على عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر، قيل: إن كان اختلافا على هشام فرواية ابن المباك أثبت لأن في حديث معمر عن هشام مقالا، وإلا فيحتمل أن يكون كان فيه في غير عاتقه ضربتان أيضا، فيجمع بذلك بين الخبرين، و: اليرموك، بفتح الياء آخر الحروف، وقيل بالضم أيضا وسكون الراء وضم الميم وسكون الواو وفي آخره كاف، قال الكرماني: هو موضع بناحية الشام، وقال بعضهم: من نواحي فلسطين، ويقال: إنه نهر. قلت: اليرموك موضع بين أذرعات ودمشق، وكانت به وقعة عظيمة بين المسلمين وأميرهم أبو عبيدة بن الجراح، رضي الله تعالى عنه، وبين عسكر الروم، وأرسلهم هرقل وأميرهم يسمى ماهان الأرمني، وقال سيف بن عمر: كانت وقعة يرموك في سنة ثلاث عشرة من الهجرة قبل فتح دمشق، وتبعه على ذلك ابن جرير الطبري، وقال ابن إسحاق: كانت في سنة خمس عشرة بعد فتح دمشق، وعليه الجمهور، وقتل فيها من المسلمين أربعة آلاف نفس ومن الروم زهاء على مائة ألف وخمسة آلاف، وأسر أربعون ألفا، وكان في المسلمين مائة شخص ممن شهد غزوة بدر. قوله: (قال عروة)، هو موصول بالإسناد المذكور. قوله: (فلة)، بفتح الفاء وتشديد اللام، وهي واحدة فلول السيف، وهي كسور في حده، وفله يفله أي: كسره. قوله: (فلها)، بضم الفاء وتشديد اللام على صيغة المجهول، والضمير فيه يرجع إلى الفلة. قوله: (قال: صدقت) أي: قال عبد الملك لعروة: صدقت، ثم قال قوله:
بهن فلول من قراع الكتائب وهذا مصراع بيت أوله:
* ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم * وقائله النابغة الذبياني، وهذا من قبيل تأكيد المدح بما يشبه الذم. قوله: (فلول) أي: كلال، والقراع بكسر القاف: المضاربة بالسيف، وكذا المقارعة، والكتائب جمع الكتيبة وهي الجيش. قوله: (ثم رده) أي: ثم رد عبد الملك السيف على عروة وكان عروة مع أخيه عبد الله بن الزبير لما حاصره الحجاج بمكة، فلما قتل عبد الله أخذ الحجاج ما وجد له فأرسل به إلى عبد الملك ابن مروان وهو خليفة بدمشق، وكان في ذلك سيف الزبير الذي سأل عبد الملك عروة عنه، وكان عروة خرج إلى الشام إلى عبد الملك. قوله: (قال هشام)، هو ابن عروة، وهو أيضا موصول بالإسناد المذكور. قوله: (فأقمناه) أي: ذكرنا قيمته، تقول: قومت الشيء وأقمته، أي: ذكرت ما يقوم مقامه من الثمن. قوله: (وأخذه بعضنا) أي: بعض الورثة، وهو عثمان بن عروة أخو هشام، قوله: (ولوددت) إلى آخره من كلام هشام.