ونقول:
لقد رأينا: أن شعار المسلمين في حروبهم مع أعدائهم، سواء في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو في زمن علي عليه السلام في حروبه مع البغاة هو: " حم، لا ينصرون ". وكذا عبارة: " يا منصور أمت " وهاتان الكلمتان لهما دلالاتهما وايحاءاتهما في ظرف كهذا حيث إنها تزرع الطموح إلى النصر في قلب وروح المقاتل المسلم فيزداد جرأة على القتال وإقداما على التضحية، ويتذرع بالصبر الجميل على ما يواجهه من مكاره يترقب الفرج والفوز بعدها بمزيد من الطمأنينة والثقة ويكون تحركه في ساحة القتال والحالة هذه تحرك الواثق، الذي يريد من خلال تفعيل طاقاته القتالية بحكمة وحنكة وتعقل أن يتجاوز هذا الواقع، الذي يرى فيه وضعا استثنائيا ونشازا - لا تساعد على بقائه عوامل راسخة ولا طبيعية ثم إن هذا الشعار، حين يبدأ بواحدة من مفردات الحروف المقطعة التي اختص بها القرآن، فإنه يكون قد أوحى مسبقا لهذا الانسان المؤمن بصدق هذا الوعد الإلهي، الذي يتلفظ به هو نفسه ويطلقه شعارا له في هذا الوقت بالذات الذي يحتاج إليه عمليا. فهو