2 - ان ضرار بن الخطاب كان يخشى مثل ذلك أيضا، لان الأنصار قتلوا قومه يوم بدر، فخرج إلى أحد، وهو يقول: (ان قاموا في صياصيهم فهي منيعة، لا سبيل لنا إليهم، نقيم أياما، ثم ننصرف. وان خرجوا إلينا من صياصيهم أصبنا منهم، فان معنا عددا أكثر من عددهم، ونحن قوم موتورون، خرجنا بالظعن يذكرنا قتلى بدر، ومعنا كراع ولا كراع معهم، وسلاحنا أكثر من سلاحهم، فقضي لهم ان خرجوا الخ) (1).
3 - لقد رأينا: أن صفوان بن أمية لم يذكر لأبي سفيان شيئا عن احتمال تعاون المنافقين معهم، وتمكينهم من القضاء على الاسلام والمسلمين بسهولة، أو على الأقل كان على أبي سفيان أن يدرك ذلك، ويبتهج له.
4 - ان من الواضح: أن ابن أبي، ومن معه لم يكن باستطاعتهم الاقدام على مثل تلك الخيانة في تلك الظروف، لان معنى ذلك: أن يذبح من قومه من الخزرج ومن المهاجرين أعداد هائلة، ولم يكن بامكانه أن يسمح بذلك، ولا يوافقه عليه من معه، لانهم قومهم وأبناؤهم، وإخوانهم، وآباؤهم. ولم يكن التخلي عنهم سهلا وميسورا إلى هذا الحد.
وإذا أرادوا أن يتخلوا عن مثل هؤلاء، ويسلموهم إلى القتل، بعد أن يقدموا هم أيضا العديد من القتلى، فمن يبقى لابن أبي - بعد استئصال هؤلاء - لا سيما بملاحظة قلة سكان المدينة آنئذ؟!. وهل تبقى المدينة مدينة؟!. وهل يمكن لابن أبي أن ينصب نفسه ملكا على من يتبقى له في ظروف كهذه؟! وهل سوف ينال هذا المنصب حقا؟! وهل يستطيع بعد هذا أن يعتمد على اخلاص من معه له؟! وهل باستطاعته أن يحتفظ لهم بمكانتهم وبموقعهم في قبال اليهود، الذين كانت العداوة بينهم وبين أهل