الداخل، فلماذا رجع من الطريق وهو يعلم: أن جيش النبي (ص) بأمس الحاجة إلى المساعدة؟!.
اذن، فالخروج من المدينة هو الأصوب، ولو أنه بقى فيها لأصبح خلال ساعات معدودات تحت رحمة المشركين. انتهى ملخصا (1).
ويؤيد رأي العلامة الحسني أيضا: المبدأ الحربي الذي أطلقه علي (عليه السلام) حينما قال: ما غزي قوم في عقر دارهم الا ذلوا (2).
ونحن هنا نشير إلى ما يلي:
1 - ان أبا سفيان - كما تقدم - كان يخشى أن يلزم أهل يثرب صياصيهم، ولا يخرجوا منها (3). وهذا يعني: أنهم يعتبرون بقاء المسلمين في المدينة معناه: تضييع الفرصة على قريش، وعدم تمكينها من تحقيق أهدافها.
وغاية ما استطاع صفوان بن أمية أن يقدمه لأبي سفيان، كبديل مرض ومقنع، هو أنهم حينئذ سوف يلحقون بأهل المدينة خسائر مادية كبيرة، فإنهم ان لم يصحروا لهم عمدوا إلى نخلهم فقطعوه، فتركوهم ولا أموال لهم.
اذن، فالموقف الصحيح كان هو البقاء في المدينة، فان الخسائر المادية يمكن الصبر عليها وتحملها، أما الخسائر في الأرواح، فإنها تكون أصعب وأنكى، ورسول الله (ص) لم يكن ليعدل عن الموقف الصحيح هذا.