قيل: ومن ذلك الصلاة في المواطن الأربعة: البيداء وضجنان وذات الصلاصل ووادي الشقرة، لأنها من المواضع المغضوب عليها، وأنها مواضع خسف، بل قيل:
إن ذات الصلاصل اسم الموضع الذي أهلك الله فيه النمرود، وضجنان واد أهلك الله فيه قوم لوط، والبيداء هي التي يأتي إليها جيش السفياني قاصدا مدينة الرسول (صلى الله عليه وآله) فيخسف الله به تلك الأرض. وفي خبر ابن المغيرة (1) المروي عن كتاب الخرائج والجرائح " نزل أبو جعفر (عليه السلام) في ضجنان فسمعناه يقول ثلاث مرا ت: لا غفر الله لك، فقال له أبي: لمن تقول جعلت فداك؟ قال: مر بي الشامي لعنه الله يجر سلسلته التي في عنقه وقد دفع لسانه يسألني أن أستغفر له، فقلت له: لا غفر الله لك " وعن عبد الملك القمي (2) " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: بينا أنا وأبي متوجهان إلى مكة من المدينة فتقدم أبي في موضع يقال له ضجنان إذ جاءني رجل في عنقه سلسلة يجرها فأقبل علي فقال: اسقني فسمعه أبي فصاح بي وقال: لا تسقه لا سقاه الله تعالى، فإذا رجل يتبعه حتى جذب سلسلته وطرحها على وجهه في أسفل درك الجحيم، فقال أبي: هذا الشامي لعنه الله تعالى " والمراد به على الظاهر معاوية صاحب السلسلة التي ذكرها الله تعالى في سورة الحاقة.
قلت: لكنا في غنية عن ذلك باستفاضة النصوص (3) في النهي عنها بالخصوص المحمول على الكراهة لقرائن متعددة، وبما عن الغنية من الاجماع على الكراهة في الأربعة، والظاهر كما هو صريح بعضهم أنها أماكن مخصوصة، بل هو مقتضى جميع ما سمعته، بل لا ينبغي التأمل في البيداء وضجنان منها، لتصريح النصوص (4) وغيرها