الرسائل الرجالية - أبي المعالي محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج ١ - الصفحة ٢٤٨
أصحاب الإجماع المدعى في كلام الكشي أو الشيخ؛ أو اندراجه في أحد الكتب التي عرضت على أحد الأئمة (عليهم السلام) فأثنوا على مؤلفها، ككتاب عبيد الله الحلبي الذي عرض على الصادق (عليه السلام)، وكتابي يونس بن عبد الرحمن والفضل بن شاذان المعروضين على العسكري (عليه السلام)؛ أو أخذه من أحد الكتب التي شاع بين سلفهم الوثوق بها والاعتماد عليها، سواء كان مؤلفوها من الإمامية، ككتاب الصلاة لحريز بن عبد الله السجستاني، وكتب بني سعيد (1) وعلي بن مهزيار، أو من غير

١. قوله: " وكتب بني سعيد " هذا مأخوذ من عبارة النجاشي قال: " وكتب بني سعيد كتب حسنة معمول عليها وهي ثلاثون كتابا ". [رجال النجاشي: ٥٨ / ١٣٦]. إنما سقطت همزة " ابن " في كلام النجاشي سهوا، ووافقه شيخنا البهائي من دون تأمل، كما أنه ذكر النجاشي سابقا على ذلك: أن الحسين بن سعيد شارك أخاه الحسن في الكتب الثلاثين المصنفة، وإنما كثر اشتهار الحسين أخيه بها، والحسين في كلامه أولا وثانيا سهو كما لا يخفى، ويرشد إلى كونه سهوا - أولا - عن الحسن: أنه ذكر في كنيته الحسين المعقود له العنوان: أبا محمد، وهو كنية الحسن على ما في الخلاصة [خلاصة الأقوال: ٣٩].
وإن قلت: إن سعيدا لعله كان من ابن آخر صاحب الكتاب غير الحسين، فكانت عبارة النجاشي على وجه الجمعية ولا بأس به.
قلت: إن صريح النجاشي فيما سمعت من كلامه أن الكتب الحسنة المعمول عليها ثلاثون، وقد ذكر في كلامه كما سمعت أن الكتب الثلاثين بين الأخوين، فلابد أن تكون الكتب الحسنة المعمول عليها وهي ثلاثون، وإلا يلزم شركة غير الأخوين فيها، وهو خلاف المفروض، ومع ذلك قال الشيخ:
" الحسن والحسين ابنا سعيد من أصحاب الرضا (عليه السلام) " وهو يرشد إلى ما ذكرنا من سقوط همزة " ابن " وكون الأمر على وجه التثنية.
وإن قلت: إنه لعل الهمزة حذفت خطا كما هو الحال في الابن في بعض الأحوال.
قلت: إنه تسقط همزة " ابن " في الخط لو كان بين العلمين مع كونه صفة، نحو: زيد بن عمرو جاء، لا خبرا نحو: زيد ابن عمر، هذا في المفرد، وأما في المثنى والمجموع فلا تحذف الهمزة فيهما.
وإن قلت: إنه لعله كان قوله " بني " مثنى الابن، كما أن البنين جمع الابن.
قلت: إن الابن لا يكون مثناه البنان وإنما المثنى الابنان كما صرح به.
ثم إن من أغلاط المقام قول الكشي: " الحسن والحسين ابنا سعيد بن حماد بن سعيد موالي علي بن الحسين (عليهما السلام) " وكان الصواب: " من موالي " مع أن حماد بن مهران - كما في كلام النجاشي والشيخ والعلامة في الخلاصة - لا ابن سعيد، وقد ضبطنا أغلاط النجاشي والكشي والعلامة في الخلاصة في الرسالة المعمولة في النجاشي، وضبطنا أغلاط ابن داوود في بعض الفوائد المرسومة في:
ابن معاوية بن شريح متحد مع معاوية بن ميسرة أو مختلف معه؟ (منه (رحمه الله)).
(٢٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 253 ... » »»
الفهرست