وأما المتأخرون ممن قارب عصرنا فقد أنكروا كون موضوع علم الأصول هو الأدلة بما هي أو ذاتها، وزعموا أنه لو جعل الموضوع هو الأدلة تصير مسألة حجية خبر الواحد والاستصحاب ونحوهما من المبادئ التصديقية (1). وقد مر في مباحث الألفاظ تحقيق الحال في موضوع الأصول والمسائل الأصولية فراجع (2).
وبما ذكرنا: تكون مسألة حجية الاستصحاب وخبر الثقة من المسائل الأصولية، وإلى ما ذكرنا يرجع قول بعض السادة الفحول (3)، حيث جعل الاستصحاب دليلا على تلامذة فضلاء، منهم: ولده الشيخ البهائي، والشيخ رشيد الدين ابن الشيخ إبراهيم الأصفهاني وغيرهم، ومن تصانيفه: العقد الطهماسبي، وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، شرح القواعد، حاشية الإرشاد، الأربعون حديثا، تحقيق القبلة، ديوان شعره، توفي بالبحرين سنة 984 ه بقرية المصلى من قرى هجر ودفن فيها. انظر أمل الآمل 1:
74 / 67، رياض العلماء 2: 108، تكملة أمل الآمل للسيد الصدر: 182 / 145.
والشيخ البهائي: هو المحقق الكبير الشيخ بهاء الدين محمد ابن الشيخ عز الدين الحسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الجبعي، علم الأئمة الأعلام، وسيد علماء الاسلام، كانت له اليد الطولى في معرفة المذهب، وجمع من العلوم ما لم يجمعه أحد، فوقف على حقائقها ودقائقها، ومؤلفاته بأسرها محط أنظار العلماء والأدباء، مشحونة بالتحقيق، طافحة بالفضل، نذكر منها: زبدة الأصول، الحبل المتين، مشرق الشمسين، الحديقة الهلالية، تشريح الأفلاك، حاشية على شرح العضدي، خلاصة الحساب، حواشي الكشاف وغير ذلك، اشتغل على جملة من علماء عصره منهم: والده المحقق الشيخ عز الدين الحسين، والعلامة عبد الله بن شهاب الدين اليزدي، ومحمد باقر اليزدي، وأفضل القايني، واعتماد الدين محمود، وأحمد الكچائي وغيرهم، كان مولده في بعلبك سنة 953 ه، وتوفي في أصفهان سنة 1030 ه. انظر طبقات أعلام الشيعة 5: 85، لؤلؤة البحرين: 16 / 5، أعيان الشيعة 9: 234.
1 - كفاية الأصول: 22، فوائد الأصول 1: 27 و 28، نهاية الأفكار 1: 19.
2 - مر في مناهج الوصول 1: 51 - 54، وله قدس سره رأي آخر تجده في أنوار الهداية 1: 270.
3 - فوائد السيد بحر العلوم: 116 الفائدة 35.
والسيد بحر العلوم: هو الإمام المعظم، علامة العلماء الأعلام، فخر فقهاء الاسلام، محط رجال الأفاضل المتبحرين، ومناخ ركاب الجهابذة المحققين الآية العظمى السيد محمد مهدي ابن السيد مرتضى ابن السيد محمد البروجردي الطباطبائي، ولد في كربلاء المقدسة سنة 1155 ه، فنما من تلك الأصول الطاهرة غصنه المونق، وسما على الأنجم الزاهرة بدره المشرق، فتلمذ على جماعة من أساطين العلم منهم: الأستاذ الأكبر الوحيد البهبهاني، والسيد الأجل المير عبد الباقي الخاتون آبادي، والعلامة الفيلسوف السيد ميرزا مهدي الأصفهاني، والعلامة المحقق الشيخ يوسف البحراني وآخرون، وتلمذ عليه جماعة من أعيان الطائفة كالفاضل النراقي، وحجة الاسلام الشفتي، والعلامة المحقق الشيخ أسد الله التستري، والسيد صدر الدين العاملي، والشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء، والسيد جواد العاملي وغيرهم، أشهر مؤلفاته: كتاب المصابيح في الفقه، الدرة النجفية، الفوائد الرجالية، ديوان شعر كبير، الفوائد الأصولية وغير ذلك، توفي في شهر رجب سنة 1212 ه، ودفن بجوار شيخ الطائفة الإمام الطوسي قدس سرهما العزيز. انظر الفوائد الرضوية: 676، طرائف المقال 2: 377، الكنى والألقاب 2: 67، مستدرك الوسائل 3: 383.