عوابس بالشعث الكماة إذا انتقوا * علالتها بالمخصرات أصرت (1) أي: إذا اختاروا بقية جريها بالسياط، ثبتت على جريها.
الاعراب: (والذين): عطف على المتقين. وقيل: رفع على الاستئناف، كأنه عطف جملة على جملة. فعلى القول الأول: هم فرقة واحدة. وعلى القول الثاني:
هم فرقتان. ويجوز أن يكون راجعا إلى الأولين. ويكون محله رفعا على المدح.
وقوله: (الا الله) يرتفع الله حملا على المعنى، لا على اللفظ، إذ قبله جحد وتقديره: وهل يغفر الذنوب أحد الا الله، أو هل رأى أحد يغفر الذنوب الا الله.
ومعناه: لا يغفر الذنوب الا الله، لان الاستفهام قد يقع موقع النفي (ونعم أجر العاملين): المخصوص بالمدح محذوف، وتقديره ونعم أجر العاملين أجرهم.
النزول: روي أن قوما من المؤمنين قالوا: يا رسول الله! بنو إسرائيل أكرم على الله منا، كان أحدهم إذا أذنب أصبحت كفارة ذنبه مكتوبة على عتبة بابه: (أجدع أنفك، أو أذنك، افعل كذا) فسكت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فنزلت الآية، فقال: ألا أخبركم بخير من ذلكم؟ وقرأ عليهم هذه الآية، عن ابن مسعود. وفي ذلك تسهيل لما كان قد شدد فيه على بني إسرائيل، إذ جعل الاستغفار بدلا منه. وقيل: نزلت في نبهان التمار، أتته امرأة تبتاع منه تمرا، فقال لها: ان هذا التمر ليس بجيد، وفي البيت أجود منه. وذهب بها إلى بيته، فضمها إلى نفسه، فقبلها، فقالت له: اتق الله. فتركها وندم، وأتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذكر له ذلك. فنزلت الآية، عن عطاء المعنى: (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) اختلفوا في الفاحشة وظلم النفس، فقيل: الفاحشة الزنا. وظلم النفس: سائر المعاصي، عن السدي وجابر. وقيل: الفاحش: الكبائر، وظلم النفس: الصغائر، عن القاضي عبد الجبار ابن أحمد الهمداني. وقيل: الفاحشة: اسم لكل معصية ظاهرة وباطنة، الا أنها لا تكاد تقع الا على الكبيرة، عن علي بن عيسى. وقيل: فعلوا فاحشة فعلا، أو ظلموا أنفسهم قولا. (ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم) أي: ذكروا وعيد الله فانزجروا عن المعصية، واستغفروا لذنوبهم، فيكون من الذكر بعد النسيان، وإنما مدحهم لأنهم