البشارة بنبوته، وأنتم تشهدون الحجج الدالة على نبوته. وقيل: يعني بالآيات ما في كتبهم أن إبراهيم كان حنيفا مسلما، وأن الدين هو الاسلام، وأنتم تشاهدون ذلك، وقيل: يعني بها ما يتلى عليهم من غرائب أخبارهم التي علموا أنها في كتبهم، عن أبي مسلم. وقيل: يعني بالآيات الحجج الدالة على نبوة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم "، وأنتم تشهدون أن الأول لمعجزة يدل على صدق الرسالة، وثبوت النبوة وقيل: وأنتم تشهدون إذا خلوتم بصحة دين الاسلام (يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل) معناه: لم تخلطون الحق بالباطل، وفيه أقوال أحدها: إن المراد به تحريفهم التوراة والإنجيل، عن الحسن وابن زيد وثانيها: إن المراد به إظهارهم الاسلام، وابطانهم النفاق، وفي قلوبهم من اليهودية والنصرانية، لأنهم تداعوا إلى إظهار الاسلام في صدر النهار، والرجوع عنه في آخره تشكيكا للناس، عن ابن عباس وقتادة.
وثالثها: إن المراد به الإيمان بموسى وعيسى، والكفر بمحمد ورابعها: إن المراد ما يعلمونه في قلوبهم من أن محمدا أحق بما يظهرونه من تكذيبه، عن الجبائي، وأبي مسلم (وتكتمون الحق) أي: نبوة محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " وما وجدتموه في كتبكم من نعته والبشارة به (وأنتم تعلمون) أنه حق. وإنما نزلت هذه في طائفة من علمائهم، لأن الكتمان إنما يجوز على الطائفة القليلة دون الكثيرة. وقيل: معناه وأنتم تعلمون الأمور التي تصح بها التكليف. والأول أصح لما في الآية من الذم على الكتمان.
(وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النهار واكفروا ة اخره لعلهم يرجعون [72] ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم قل إن الهدى هدى الله أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم أو يحاجوكم عند ربكم قل إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم [73] يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم [74]). القراءة: قرأ ابن كثير: (أن يؤتى أحد) ممدودا. والباقون: (أن يؤتى) بغير مد واستفهام.
الحجة: قال أبو علي: من قرأ (أن يؤتى أحد): فتقديره لا تؤمنوا بأن يؤتى