واختلفت فيه النسخ وفي بعضها أفقر بتقديم الفاء أي صار ذا فقر كما ذكر أنه ينفي الفقر وصححه الأكثر بتقديم القاف أي خلا من أدام وذلك لأنه نعم الإدام كما ورد ويتأكد الاستحباب في خل الخمر ويقر الطعام الحار جدا حتى يبرد ويمكن فهو أعظم بركة وأكمل لذة وأصلح هضما وأقل غائلة سيما في أبان الصيف وهو من السنة فورد أنه أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله طعام حار فأمر باقراره حتى يبرد وقال ما كان الله ليطعمنا نارا ولا ينفخ فيه ليبرد أو في الطعام مطلقا سيما إذا كان معه غيره كراهية أن يعافه كما يأتي ويكرم الخبز فورد في النبوي وغيره أكرموا الخبز وزيد في بعضها فإن الله أنزله من بركات السماء وفي آخر فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض ما فيها من كثير خلقها الحديث فلا يمسح به اليد فإنه امتهان به وتنفير عنه وفسر في بعضها بأن لا يضع عليه القصعة وفي بعضها بأن لا ينتظر به الإدام وينبغي أن يكسره باليد لا أن يقطعه بالسكين كفعل الأعاجم وبه فسر الاكرام أيضا وفي حديث آخر كان أمير المؤمنين (ع) إذا لم يكن له أدام قطع الخبز بالسكين وفي آخر أنه أدنى الإدام وعن يعقوب بن يقطين قال رأيت الرضا (ع) يكسر الرغيف إلى فوق وورد الأمر بتخمير الخمير فإنه أكثر للخبز وعن النبي صلى الله عليه وآله صغروا رغفانكم فإن مع كل رغيف بركة ويقدم في الأكل المكسور فإن قنعه أبقى على الصحيح وإلا كسره ولا يلتفت حين الأكل يمينا ولا شمالا ولا غيرها من الجهات ووجوه الناس بل يكون مقبلا على طعامه فإنه أحضر للبال وأوفى باللذة ويأكل الشعير فورد عن الرضا (ع) ما من نبي إلا وقد دعا لأكل الشعير وبارك عليه وما دخل جوفا إلا أخرج كل داء فيه أنه قوت الأنبياء وطعام الأبرار أبى الله أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيرا وفي خبزه أن فضله على البر كفضلنا على الناس ويخلط بين الحنطة والشعير سيما أوقات المجاعة فهو سبب البركة وقد فعله الأئمة (ع) ويجود الطعام عند السعة فإنه ليس فيه سرف وورد برواية الحلبي عن أبي عبد الله (ع) ثلاثا لا يحاسب عليهن المؤمن طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه وفي معناها غيرها و يقدم في الأكل الفاكهة على غيرها سيما اللحوم إن كانت فهو أوفق بالطب لأنها أسرع استحالة فلا يقدم عليها الأغذية الغليظة لئلا تستتبعها على فجاجتها مجاري الكبد وفي قوله سبحانه وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون تنبيه على ذلك ولا يأكل الفاكهة إلا بعد أن يغسلها فعن أبي عبد الله (ع) إن لكل فاكهة سما فإذا أتيتم بها فمسوها بالماء أو اغمسوها في الماء يعني اغسلوها ويتأكد ذلك في غبار العنب ولا يقشرها بل يأكلها بقشرها فإنه أبعد من الاتراف وأقرب إلى التواضع وكأنه الوجه في كراهة التقشير في حديث أبي عبد الله (ع) ويستقصي أكلها أو يعطيها من يستقصيها ولا يرميها ببقيتها وورد أنه أكل غلمان أبي الحسن (ع) فاكهة فلم يستقصوا أكلها ورموها فقال (ع) سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإن أناسا لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه ويأكل من نحو الزبيب والتمر الأوتار سبعا أو إحدى عشر أو إحدى وعشرين أو ما اتفق كذا في الاحياء ويقدم الأفضل بحسب الدين في الغسل أولا وأخيرا وفي الأكل والشرب إن لم يمكن التوارد إلا أن يكون التأخر أرفق به ويقبل الاكرام ممن يبديه إليه كتقديم الطشت بالمعجمة والمهملة معا فالكرامة لا ينبغي أن ترد وورد أنه لا يردها إلا حمار ولا يسكت في أثناء الأكل فهو من سيرة العجم وقد ورد النهي عنها سيما في الطعام بل يحمد الله ويتحدث بالمعروف وحكايات الصالحين في الأطعمة وغيرها ويرافق الرفيق ولا سيما المحتشم ويتعهده باللطف وتقريب البعيد ونحوه فإن رأى منه بسطة ورغبة في الأكل وإلا حثه عليه مرتين أو ثلاثا غير ملح فلا يزيد على ثلاث فإنه من الالحاح المذموم ولا يحلف عليه بالأكل فورد عن الحسن بن علي (ع) الطعام أهون من أن يحلف عليه يعني أن الحلف أعظم منه ولا يأكل شيئا من المؤذيات ريحها نحو الثوم والبصل والكراث إذا أراد المسجد أو المصلى لا سيما يوم الجمعة والعيد لتنفر الملائكة والناس عن ريحه وفتح باب الغيبة ويصغر اللقمة ويجود المضغ وهما من السنة والأخير مما يعين على حسن الهضم وتسويغ الغذاء والأول على الأخير ولا يقصد الأجود فهو من الجشع المذموم ويجحف بالرفيق ويحمد الله في الأثناء كثيرا فورد في حديث سماعة عن أبي عبد الله (ع) أكلا وحمدا لا أكلا وصمتا ولا ينهك العظام بالمبالغة في استخراج ما فيها فإن للجن فيها نصيبا وهي مما أطعمهم رسول الله صلى الله عليه وآله لما استطعموه فإن فعل ذهب من البيت ما هو خير منه كذا في رواية أبي حمزة الثمالي عن زين العابدين (ع) ولا يحتمى في الصحة فهو مذموم كتركه في المرض ينهك البدن ويهز له وعن النبي صلى الله عليه وآله اثنان لا يصحان الصحيح المحتمي والمريض المخلط بل يجمع الصحيح بين الأغذية المختلفة فيتدارك الحلو بالحامض و التفه بالمالح والحار بالبارد وهكذا من غير افراط يجبز الطبيعة ويشوش الهضوم ويمقل الذباب الواقع في الإناء ثم ينقل أي يغمسه فيه ثم يخرجه فورد في النبوي إذا وقع الذباب في أناء أحدكم فامقلوه ثم انقلوه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى دواء ويقدم الداء ويحسن الأكل عند أخيه المؤمن من غير احتشام ففي عدة أنه بذلك يستبين محبته له وفي النبوي أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا ويحترز في الأثناء عما يكرهه الرفيق وينغص عليه بالأكل قولا وفعلا مما يتعلق بالطعام وغيره كالنفخ في الطعام كما سبق واكثار النظر إلى أكله سيما إذا كان نهما ونفض اليد في القصعة أو إلى ما يليه وتقريب الرأس إليه وكثرة الطأطأة على الماعون عند تناول اللقمة وغيره والسعال والتبصق والتنخم فإن فعل صرف وجهه وكذا اخراج شئ من الفم ممضوغا أو غيره متوجها وأخذه باليمنى الأكلة وجعل القطعة المعضوضة من اللحم أو غيره في القصعة سيما فيما يليه والخلط بين الأطعمة على وجه يستقبح منظره مثل الدهن في الخل وبالعكس والجمع بين التمر والنوى في الطبق والتكلم بما يذكر القاذورات والأهوال فهو يوجب انقباض الطبيعة عن الأكل والاستيذان في التقدم فيما لا يتوارد عليه والامتناع عن الأكل قبل امتناعه إذا كان ممن يحتشم الأكل بعده بل يمد اليد ويقبضها ويتناول قليلا قليلا إلى أن يستوفي فإن كان قليل الأكل
(٣١١)