التحفة السنية (مخطوط) - السيد عبد الله الجزائري - الصفحة ٣١١
واختلفت فيه النسخ وفي بعضها أفقر بتقديم الفاء أي صار ذا فقر كما ذكر أنه ينفي الفقر وصححه الأكثر بتقديم القاف أي خلا من أدام وذلك لأنه نعم الإدام كما ورد ويتأكد الاستحباب في خل الخمر ويقر الطعام الحار جدا حتى يبرد ويمكن فهو أعظم بركة وأكمل لذة وأصلح هضما وأقل غائلة سيما في أبان الصيف وهو من السنة فورد أنه أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله طعام حار فأمر باقراره حتى يبرد وقال ما كان الله ليطعمنا نارا ولا ينفخ فيه ليبرد أو في الطعام مطلقا سيما إذا كان معه غيره كراهية أن يعافه كما يأتي ويكرم الخبز فورد في النبوي وغيره أكرموا الخبز وزيد في بعضها فإن الله أنزله من بركات السماء وفي آخر فإنه قد عمل فيه ما بين العرش إلى الأرض ما فيها من كثير خلقها الحديث فلا يمسح به اليد فإنه امتهان به وتنفير عنه وفسر في بعضها بأن لا يضع عليه القصعة وفي بعضها بأن لا ينتظر به الإدام وينبغي أن يكسره باليد لا أن يقطعه بالسكين كفعل الأعاجم وبه فسر الاكرام أيضا وفي حديث آخر كان أمير المؤمنين (ع) إذا لم يكن له أدام قطع الخبز بالسكين وفي آخر أنه أدنى الإدام وعن يعقوب بن يقطين قال رأيت الرضا (ع) يكسر الرغيف إلى فوق وورد الأمر بتخمير الخمير فإنه أكثر للخبز وعن النبي صلى الله عليه وآله صغروا رغفانكم فإن مع كل رغيف بركة ويقدم في الأكل المكسور فإن قنعه أبقى على الصحيح وإلا كسره ولا يلتفت حين الأكل يمينا ولا شمالا ولا غيرها من الجهات ووجوه الناس بل يكون مقبلا على طعامه فإنه أحضر للبال وأوفى باللذة ويأكل الشعير فورد عن الرضا (ع) ما من نبي إلا وقد دعا لأكل الشعير وبارك عليه وما دخل جوفا إلا أخرج كل داء فيه أنه قوت الأنبياء وطعام الأبرار أبى الله أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيرا وفي خبزه أن فضله على البر كفضلنا على الناس ويخلط بين الحنطة والشعير سيما أوقات المجاعة فهو سبب البركة وقد فعله الأئمة (ع) ويجود الطعام عند السعة فإنه ليس فيه سرف وورد برواية الحلبي عن أبي عبد الله (ع) ثلاثا لا يحاسب عليهن المؤمن طعام يأكله وثوب يلبسه وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه وفي معناها غيرها و يقدم في الأكل الفاكهة على غيرها سيما اللحوم إن كانت فهو أوفق بالطب لأنها أسرع استحالة فلا يقدم عليها الأغذية الغليظة لئلا تستتبعها على فجاجتها مجاري الكبد وفي قوله سبحانه وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون تنبيه على ذلك ولا يأكل الفاكهة إلا بعد أن يغسلها فعن أبي عبد الله (ع) إن لكل فاكهة سما فإذا أتيتم بها فمسوها بالماء أو اغمسوها في الماء يعني اغسلوها ويتأكد ذلك في غبار العنب ولا يقشرها بل يأكلها بقشرها فإنه أبعد من الاتراف وأقرب إلى التواضع وكأنه الوجه في كراهة التقشير في حديث أبي عبد الله (ع) ويستقصي أكلها أو يعطيها من يستقصيها ولا يرميها ببقيتها وورد أنه أكل غلمان أبي الحسن (ع) فاكهة فلم يستقصوا أكلها ورموها فقال (ع) سبحان الله إن كنتم استغنيتم فإن أناسا لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه ويأكل من نحو الزبيب والتمر الأوتار سبعا أو إحدى عشر أو إحدى وعشرين أو ما اتفق كذا في الاحياء ويقدم الأفضل بحسب الدين في الغسل أولا وأخيرا وفي الأكل والشرب إن لم يمكن التوارد إلا أن يكون التأخر أرفق به ويقبل الاكرام ممن يبديه إليه كتقديم الطشت بالمعجمة والمهملة معا فالكرامة لا ينبغي أن ترد وورد أنه لا يردها إلا حمار ولا يسكت في أثناء الأكل فهو من سيرة العجم وقد ورد النهي عنها سيما في الطعام بل يحمد الله ويتحدث بالمعروف وحكايات الصالحين في الأطعمة وغيرها ويرافق الرفيق ولا سيما المحتشم ويتعهده باللطف وتقريب البعيد ونحوه فإن رأى منه بسطة ورغبة في الأكل وإلا حثه عليه مرتين أو ثلاثا غير ملح فلا يزيد على ثلاث فإنه من الالحاح المذموم ولا يحلف عليه بالأكل فورد عن الحسن بن علي (ع) الطعام أهون من أن يحلف عليه يعني أن الحلف أعظم منه ولا يأكل شيئا من المؤذيات ريحها نحو الثوم والبصل والكراث إذا أراد المسجد أو المصلى لا سيما يوم الجمعة والعيد لتنفر الملائكة والناس عن ريحه وفتح باب الغيبة ويصغر اللقمة ويجود المضغ وهما من السنة والأخير مما يعين على حسن الهضم وتسويغ الغذاء والأول على الأخير ولا يقصد الأجود فهو من الجشع المذموم ويجحف بالرفيق ويحمد الله في الأثناء كثيرا فورد في حديث سماعة عن أبي عبد الله (ع) أكلا وحمدا لا أكلا وصمتا ولا ينهك العظام بالمبالغة في استخراج ما فيها فإن للجن فيها نصيبا وهي مما أطعمهم رسول الله صلى الله عليه وآله لما استطعموه فإن فعل ذهب من البيت ما هو خير منه كذا في رواية أبي حمزة الثمالي عن زين العابدين (ع) ولا يحتمى في الصحة فهو مذموم كتركه في المرض ينهك البدن ويهز له وعن النبي صلى الله عليه وآله اثنان لا يصحان الصحيح المحتمي والمريض المخلط بل يجمع الصحيح بين الأغذية المختلفة فيتدارك الحلو بالحامض و التفه بالمالح والحار بالبارد وهكذا من غير افراط يجبز الطبيعة ويشوش الهضوم ويمقل الذباب الواقع في الإناء ثم ينقل أي يغمسه فيه ثم يخرجه فورد في النبوي إذا وقع الذباب في أناء أحدكم فامقلوه ثم انقلوه فإن في إحدى جناحيه داء وفي الأخرى دواء ويقدم الداء ويحسن الأكل عند أخيه المؤمن من غير احتشام ففي عدة أنه بذلك يستبين محبته له وفي النبوي أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا ويحترز في الأثناء عما يكرهه الرفيق وينغص عليه بالأكل قولا وفعلا مما يتعلق بالطعام وغيره كالنفخ في الطعام كما سبق واكثار النظر إلى أكله سيما إذا كان نهما ونفض اليد في القصعة أو إلى ما يليه وتقريب الرأس إليه وكثرة الطأطأة على الماعون عند تناول اللقمة وغيره والسعال والتبصق والتنخم فإن فعل صرف وجهه وكذا اخراج شئ من الفم ممضوغا أو غيره متوجها وأخذه باليمنى الأكلة وجعل القطعة المعضوضة من اللحم أو غيره في القصعة سيما فيما يليه والخلط بين الأطعمة على وجه يستقبح منظره مثل الدهن في الخل وبالعكس والجمع بين التمر والنوى في الطبق والتكلم بما يذكر القاذورات والأهوال فهو يوجب انقباض الطبيعة عن الأكل والاستيذان في التقدم فيما لا يتوارد عليه والامتناع عن الأكل قبل امتناعه إذا كان ممن يحتشم الأكل بعده بل يمد اليد ويقبضها ويتناول قليلا قليلا إلى أن يستوفي فإن كان قليل الأكل
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الطهارة 16
2 باب جرايم الجوارح 17
3 باب التوبة 24
4 باب التدارك 27
5 باب الحد والتعزير 28
6 باب الجناية 35
7 باب ذمايم القلب 40
8 باب الصبر 42
9 باب الحلم 45
10 باب النصيحة 47
11 باب حب الخمولة 49
12 باب التواضع 52
13 باب الفقر 57
14 باب الزهد 60
15 باب السخا 63
16 باب الرضا 65
17 باب الشكر 66
18 باب الرجاء والخوف 68
19 باب قصر الامل 70
20 باب النية 72
21 باب الاخلاص 75
22 باب الصدق 79
23 باب التوحيد والتوكل 80
24 باب تطهير السر عما سوى الله 83
25 باب الماء 88
26 باب الأخباث وتطهيرها 90
27 باب آداب التخلي 95
28 باب الاتفاث وازالتها 96
29 باب آداب التنظيف 97
30 باب الاحداث ورفعها 100
31 باب الوضوء 102
32 باب الغسل 104
33 باب التيمم 110
34 كتاب الصلاة 111
35 باب الشرايط 112
36 باب الأوقات 118
37 باب المكان 121
38 باب اللباس 125
39 باب القبلة 127
40 باب النداء 129
41 باب الهيئة 130
42 باب الآداب والسنن 132
43 باب المكروهات 135
44 باب وظائف يوم الجمعة والخطبتين 136
45 باب آداب العيدين وسننهما 137
46 باب آداب الآيات وسننها 138
47 باب الجماعة 139
48 باب الخلل 141
49 باب التعقيب 145
50 باب الدعاء 146
51 باب فضل قراءة القرآن 148
52 كتاب الزكاة 150
53 باب التعداد والشرايط 150
54 باب المقادير والنصب 153
55 باب المصرف 154
56 باب الأداء 155
57 باب الخمس 156
58 باب المعروف 158
59 باب آداب المعطى 159
60 باب آداب الآخذ 162
61 كتاب الصيام 163
62 باب الشرايط 165
63 باب الهيئة 167
64 باب الآداب 168
65 باب فوايد الجوع 173
66 باب الاعتكاف 174
67 كتاب الحج 175
68 باب الشرايط 177
69 باب الهيئة 178
70 باب المحرمات 181
71 باب الخلل 190
72 باب حرمة الحرم 195
73 باب الزيارات 196
74 كتاب الحسبة 198
75 باب الجهاد 198
76 باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر 201
77 باب إقامة الحدود 203
78 باب الفتيا 205
79 باب القضا 206
80 باب الشهادة 209
81 باب اخذ اللقيط 212
82 باب الحجر 212
83 كتاب البر 214
84 باب العطية 214
85 باب العتق 217
86 باب التدبير 219
87 باب الكتابة 220
88 باب النذر والعهد 220
89 باب اليمين 222
90 كتاب الكسب 224
91 باب الآداب 227
92 باب البيع 229
93 باب الربا 234
94 باب الشفعة 236
95 باب الشركة 237
96 باب القراض 238
97 باب الجعالة 240
98 باب الإجارة 242
99 باب المزارعة 244
100 باب المساقاة 245
101 باب احياء الموات 245
102 باب الغصب 248
103 باب اللقطة 250
104 باب السبق 251
105 باب الدين 252
106 باب الرهن 253
107 باب الضمان 254
108 باب الحوالة 255
109 باب الوكالة 256
110 باب الكفالة 257
111 باب الوديعة 258
112 باب الاقرار 259
113 باب الصلح 259
114 كتاب النكاح 260
115 باب التعداد والجدوى 260
116 باب المحارم 263
117 باب الولاية 271
118 باب العقد 272
119 باب الصداق 274
120 باب الخلوة 277
121 باب الحقوق 279
122 باب النشوز 281
123 باب الفسخ 282
124 باب الطلاق 284
125 باب الخلع والمباراة 286
126 باب الظهار 287
127 باب الايلاء 288
128 باب اللعان 289
129 باب العدد 290
130 باب الولد 294
131 باب القرابة 300
132 كتاب المعيشة 300
133 باب الطعام 301
134 باب الأكل 309
135 باب الشرب 312
136 باب الضيافة 313
137 باب اللباس 314
138 باب الطيب 315
139 باب المسكن 316
140 باب المنام 317
141 باب التحية 319
142 باب الكلام 321
143 باب الإخاء 326
144 باب المعاشرة 328
145 باب العزلة 333
146 باب الورد 335
147 باب السفر 338
148 كتاب الجنايز 343
149 باب المرض 343
150 باب الوصية 345
151 باب العيادة 346
152 باب الاحتضار 349
153 باب التغسيل 350
154 باب التكفين 351
155 باب التشييع والتربيع 353
156 باب الصلاة على الميت 354
157 باب الدفن 355
158 باب التعزية 357
159 باب الهدية للميت 357
160 باب زيارة القبر 358
161 كتاب الفرايض 358
162 باب الأسباب والطبقات 358
163 باب الموانع 360