(7) حدثنا عبيد الله قال ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي عن عمر بن الخطاب أن موسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، فلما فرغوا أعادوا الصخرة على البئر ولا يطيق رفعها إلا عشرة رجال، فإذا هو بامرأتين تذودان، قال: ما خطبكما؟ فأخبرتاه فأتى الحجر فرفعه ثم لم يستق إلا ذنوبا واحدا حتى رويت الغنم ورجعت المرأتان إلى أبيهما فحدثتاه، وتولى موسى عليه السلام إلى الظل فقال: {رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير} قال: {فجاءته إحداهما تمشي على استحياء} واضعة ثوبها على وجهها، قالت: إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا، قال لها: أمشي خلفي وصفي لي الطريق، فإني أكره أن تصيب الريح ثوبك فيصف لي جسدك، فلما انتهى إلى أبيها قص عليه، قالت إحداهما: {يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين} قال: يا بنية! ما علمك بأمانته وقوته؟ قالت: أما قوته فرفعه الحجر ولا يطيقه إلا عشرة، وأما أمانته فقال لي: أمشي خلفي وصفي لي الطريق فإني أخاف أن تصيب الريح ثوبك فتصف جسدك، فقال عمر: فأقبلت إليه ليست بسلفع من النساء لا خراجة ولا ولاجة، ومعه، ثوبها على وجهها.
(8) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المنهال عن سعيد بن جبير وعن عبد الله بن لحارث عن ابن عباس قال: لما أتى موسى قومه فأمرهم بالزكاة، فجمعهم قارون فقال:
هذا قد جاءكم بالصوم والصلاة وبأشياء تطيقونها، تحتملون أن تعطوه أموالكم؟ قالوا: ما نحتمل أن نعطيه أموالنا فما ترى؟ قال: أرى أن نرسل إلى بغي بني إسرائيل فنأمرها أن نرميه على رؤوس الأجناد والناس بأنه أرادها على نفسها، ففعلوا، فرمت موسى عليه السلام على رؤوس الناس فدعا الله عليهم، فأوحى الله تعالى إلى الأرض أن أطيعيه، فقال لها موسى عليه السلام: خذيهم، فأخذتهم إلى ركبهم، قال: فجعلوا يقولون: يا موسى