قال: فانطلق موسى عليه السلام حتى انتهى إلى البحر فقال له: انفرق، فقال البحر: لقد استكثرت يا موسى، وهل انفرقت لاحد من ولد آدم فأنفرق لك؟ قال: ومع موسى عليه السلام رجل على حصان، قال له ذاك الرجل: أين أمرت يا نبي الله، قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه، قال: فأقحم فرسه فسبح به، فخرج فقال: أين أمرت يا نبي الله؟ قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه، قال: والله ما كذبت ولا كذبت، قال: ثم اقتحم الثانية فسبح به ثم خرج فقال: أين ما أمرت به يا نبي الله، قال: ما أمرت إلا بهذا الوجه، قال: والله ما كذبت ولا كذبت، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام أن أضرب بعصاك، فضرب موسى بعصاه {فانفلق، فكان كل فرق كالطود العظيم} كالجبل العظيم فكان فيه اثنا عشر طريقا لاثني عشر سبطا، لكل سبط طريق يتراءون، فلما خرج أصحاب موسى عليه السلام وتتام أصحاب فرعون التقى البحر عليهم فأغرقهم.
(6) حدثنا ابن فضيل عن سليمان التيمي عن سفيان عن أبي إسحاق عن عمارة بن عبد عن علي قال: انطلق موسى وهارون عليهما السلام وانطلق شبر وشبير، فانتهوا إلى جبل فيه سرير فنام عليه هارون فقبض روحه، فرجع موسى إلى قومه فقالوا: أنت قتلته، حسدتنا على خلقه أو على لينه، أو كلمة نحوها - الشك من سفيان - قال: كيف أقتله ومعي أبناؤه، قال: فاختاروا سبعين رجلا، قال: فاختاروا من كل سبط عشرة، قال:
وذلك قوله: {واختار موسى قومه سبعين رجلا} فانتهوا إليه، فقالوا: من قتلك يا هارون؟ قال: ما قتلني أحد، ولكن توفاني الله، قالوا: يا موسى ما نعصي؟ قال:
فأخذتهم الرجفة، فجعل يتردد يمينا وشمالا ويقول: {لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي، أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك}، قال: فدعا الله فأحياهم وجعلهم أنبياء كلهم.