فلا عجب في كتابة شهادتهما في هذا العهد، كما أنه لم يبايع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ممن لم يبلغ الحلم أحدا إلا الحسنين (عليهما السلام) (راجع الإرشاد للمفيد رحمه الله تعالى: 178 وينابيع المودة: 315 عن فصل الخطاب لخواچه پارساي عن الامام النووي إلا أنه زاد عبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس) ومجمع الزوائد 6: 40.
أقول: ولعل زيادة ابني جعفر وعباس رحمهم الله تعالى كانت من قبل الرواة إخفاء لشأن القصة كما ألصقوا احتمالات في حديث المباهلة، وفي البحار 35: 266 نقلا عن الشيخ الطبرسي رحمه الله تعالى: وقال ابن أبي علان وهو أحد أئمة المعتزلة: هذا يدل على أن الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا مكلفين في تلك الحال، لأن المباهلة لا تجوز إلا مع البالغين... ".
هما صبيان لا كالصبيان آتاهما الله ما لم يؤت أحدا من العالمين إلا المعصومين (عليهم السلام) كما أوتي عيسى ويحيى (عليهما السلام) وهما صبيان أوتيا النبوة والحكم.
قال علي (عليه السلام): " هم عيش العلم وموت الجهل " وقال: " هم موضع سره ولجأ أمره وعيبة علمه وموئل حكمه وكهوف كتبه وحبال دينه... لا يقاس بآل محمد (صلى الله عليه وآله) من هذه الأمة أحد، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين وعماد اليقين، إليهم يفئ الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة ".