" فلا تجمعن عليك " إحداهما فوات النعمة، وثانيهما زوال الأجر.
" فلو قدمت على ثواب مصيبتك " الثواب أصله الثوب بمعنى الرجوع، قال الراغب: أصل الثوب رجوع الشئ إلى حالته الأولى التي كان عليها... والثواب ما يرجع إلى الانسان من جزاء أعماله فيسمى الجزاء ثوابا تصورا أنه هو هو ألا ترى كيف جعل الله تعالى الجزاء نفس الفعل في قوله: * (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره) * ولم يقل جزاءه والثواب يقال في الخير والشر، ولكن الأكثر المتعارف في الخير.
اكتفى (صلى الله عليه وآله) في بيان كثرة ثواب المصيبة: بأن المصاب يعلم أن المصيبة قد قصرت في جنب الله عن الثواب ونحن نورد حديثا أخرجه الكليني (رحمه الله) في الكافي (الأصول 2: 91 / 15) بإسناده يرفع الحديث إلى علي (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة وصبر على الطاعة وصبر عن المعصية [على المعصية] فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء والأرض، ومن صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش ومن صبر عن المعصية كتب الله له تسعمائة درجة بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش (ورواها السيد في شرح الصحيفة 2: 341 والوسائل 11: 187 ومرآة العقول 8: 138).
" فكان قد " يحتمل أن يكون " قد " اسما بمعنى حسب مبنية على السكون أو معربة فحذف مضافه، والتقدير قدك أي حسبك هذا النازل يقال: قد زيد درهم كقولهم: قدني درهم، ويحتمل أن يكون اسم فعل بمعنى يكفي أي: فكان يكفي النازل شاغلا، ويحتمل أن تكون حرفية وتختص بالفعل المتصرف وقد يحذف الفعل بعده كقول الشاعر:
لما تزل برحالنا وكأن قد أي: وكأن قد زالت، والتقدير حينئذ، فكأن قد