وصلوات الله لهم هي تزكيتهم وتهذيبهم قال تعالى: * (هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان بالمؤمنين رحيما) * (1) أي: هو الذي يعطف عليكم ويمجدكم ويعظكم ويثني عليكم ليخرجكم من الظلمات إلى النور قال الزمخشري: " لما كان من شأن المصلي أن يتعطف في ركوعه وسجوده واستعير لمن ينعطف على غيره حنوا عليه وترؤفا كعائد المريض في انعطافه عليه والمرأة في حنوها على ولدها ثم كثر حتى استعمل في الرحمة والترؤف ومنه قولهم: صلى الله عليك أي ترحم عليك وترأف... والمعنى هو الذي يترحم عليكم ويترأف حيث يدعوكم إلى الخير ويأمركم بإكثار الذكر والتوفر على الصلاة والطاعة ليخرجكم من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة. انتهى ".
ويحتمل أن يكون المراد هو الثناء اللفظي أي: يقول أثني عليك، وبالفارسية يقال " درود " يعني أن الله يقول لكم: " أثني عليكم وأمجدكم " وبالفارسية " درود بر تو " و " آفرين بر تو " كما أن الله سبحانه يمجد نفسه ويقول " تبارك الله أحسن الخالقين " و " تبارك الذي بيده الملك " ويقول " شهد الله أنه لا إله إلا هو ".
" الرحمة ": قال الطبرسي: أي: النعمة عاجلا أو كشف الكربة، والظاهر أن الرحمة هي الاحسان مع الرقة وهي في الله سبحانه: الاحسان الذي ينشأ من العناية الربانية وصفة الرحيمية (راجع المفردات للراغب) (2) أي يحسن سبحانه إلى المصاب إحسانا حقيقيا في مقابل ما يعطي الله سبحانه استدراجا وإملاء للطاغين والمردة.
" والهدي " إشارة إلى قوله تعالى: * (أولئك هم المهتدون) * والمعنى واضح.