هند: فانصرفنا فلما هاجر (صلى الله عليه وآله) رجع " إلى المدينة قدمنا عليه... ".
ولكن هذا لا يوافق تصريح دحلان والقلقشندي بأنهم هاجروا مرتين: مرة في مكة، ومرة في المدينة إلا أن يكون ذلك اجتهادا منهما استنبطوه من كلمة " هاجرت ".
وعلى كل حال وفودهم بمكة بعيد في نفسه وبعيد بالنظر إلى كلام المؤرخين.
نقل الواقدي في مغازيه 2: 695 وابن هشام في سيرته 3: 368: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى للداريين الذين ساروا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) من الشام وهم: تميم بن أوس ونعيم بن أوس ويزيد بن قيس وعرفة [غزير] بن مالك سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الرحمن وأخوه مرة بن مالك [عزة بن مالك وأخوه مران - مروان - بن مالك] وفاكه بن النعمان وجبلة بن مالك وأبو هند بن مر وأخوه الطيب بن بر سماه رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبد الله من خيبر بجاد مائة وسق، والجاد بمعنى المجدود أي: نخل يجد منه ما يبلغ مائة وسق والجداد بالكسر والفتح: صرام النخل وهو قطع ثمرتها والوسق:
بالفتح ستون صاعا وهو ثلاثمائة وعشرون رطلا عند أهل الحجاز وأربعمائة وثمانون رطلا عند أهل العراق على اختلافهم في مقدار الصاع والمد.
وعدوا الوافدين إلى مكة ستة نفر وعددهم في الوفود إلى مدينة عشرة وراجع فيما ذكرنا من قصة وفودهم وفيما ذكروا لتميم من مناقبه أنه راهب فلسطين وعابدهم وهو أول من أسرج السراج في المسجد، وأول من قص بعد أن استأذن عمر بن الخطاب فأذن له، وإن أخبر بخبر الجساسة. راجع الإصابة وأسد الغابة 1 والاستيعاب 1 في ترجمة تميم وغيره من الوافدين، وراجع السيرة الحلبية 3: 240 وسيرة زيني دحلان هامش الحلبية 3: 6 و 7 والبداية والنهاية 5: 153 وابن عساكر 3: 354 وصبح الأعشى 13: 125 ورسالات نبوية: 125 والتراتيب الإدارية 2: 144 ومجمع الزوائد 6: 8 وسيرة ابن هشام 3: 368 والمغازي للواقدي