وفي هامش الاشتقاق: 377 عن خط محمد بن عمر حفيد ابن الشحنة:
" قلت: وإلى الآن ذرية تميم الداري ببيت المقدس موجودون وبيدهم القطيعتان المذكورتان، وكان عندهم المنشور الذي يتضمن إعطاء القطيعتين لتميم، ويسمى كتاب الانطاء لأنه مصدر بقوله: هذا ما أعطى محمد بن عبد الله إلى آخره وهو بخط الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) مكتوب في رق غزال بقاعدة كوفية ".
هذا وقد أطلنا في نقل نبذ من كلمات القوم، ولكن في النفس من هذا الكتاب شئ، إذ الاقطاع في سعة الأراضي والأموال يورث الشك " مع أن الوثيقة التي رآها تسمي أبا بكر الذي تذكره ضمن الشهود " عتيق بن أبي قحافة " إشارة إلى لقب " عتيق النار " الذي لقبه به الرسول (صلى الله عليه وآله) في مناسبة سابقة، وهناك أخطاء نحوية في كتابة الأسماء، فابن أبي قحافة كتبت " ابن أبو قحافة " و " علي بن أبي " كتبت " علي بن أبو ". ونلاحظ إضافة إلى ذلك أن الشهود على الوثيقة هم الخلفاء الراشدون الأربعة مرتبة أسماؤهم حسب توليهم للخلافة وفي بعض هذه الملاحظات ما يسند دعوى قدم الوثيقة ويؤيد صحتها فهذه الأخطاء النحوية كما أشرنا إلى ذلك آنفا - مما يصلحه المتأخرون ليستقيم مع المألوف من قواعدهم، ولقب عتيق ليس مما يكتبه واضع متأخر يريد إثبات حق، فأبو بكر أشهر وأقرب إلى تحقيق ما يريد، وقد يكون ترتيب الخلفاء بهذا الوضع ابن الصدفة والمحضة " (1).
أقول: الاشكال بوجود الأخطاء النحوية غير وارد كما تقدم منا البحث حوله في شرح بعض كتبه (صلى الله عليه وآله) وأما جعل ترتيب الشهود ابن الصدفة المحضة ففيه ما لا يخفى كتسمية أبي بكر بالعتيق.
وأضف إلى ذلك تخصيص تميم وأصحابه بهذه القطيعة الكثيرة الجليلة، وإشفاع ذلك بقوله " نطية تب " و " نفذت وسلمت " و " أبد الأبد " وأكده أيضا بلعن