قال في الروض الأنف 2: 24 ما معناه: إن عدة من الأوس اتخذوا اليهودية دينا وهؤلاء جاء ذكرهم في الصحيفة منسوبين إلى قبائلهم (1).
والذي يلفت النظر هو اهتمامه (صلى الله عليه وآله) بيهود الأنصار، ويستفاد منه كثرة عددهم بحيث كان لهم شأن كبير أوجب أن يلاحظ رسول الله (صلى الله عليه وآله) حالهم ويذكرهم بطنا بطنا ويذكر مواليهم.
الثاني: ما ذكره الدكتور عون الشريف في نشأة الدولة الاسلامية: 25 و 26 قال: " والقراءة المتأنية للنص وإخضاع فقراته المختلفة للتمحيص الدقيق تبين أنه لا يشتمل على معاهدة واحدة، بل بعكس ذلك تبرز في ثناياه سلسلة من المعاهدات المنفصلة، فدليل النص - إذا أغفلنا للحظة الاعتبارات الأخرى - يشهد بأن ما يعرض علينا كوثيقة متكاملة هو في المجموعة من الوثائق المتعددة ضمت بعضها إلى بعض وجمعت في مكان واحد فتبدو متداخلة في مواضع ومكملا بعضها بعضا في مواضع أخرى فمن ذلك تكرار فقرات بأكملها تنص على التزامات وشروط واحدة كما هو الحال في الفقرة / 25 والفقرة / 46 اللتين تنصان على رد أي خلاف ينجم بين المتعاهدين إلى الله ورسوله، وكما هو الحال في الفقرة / 26 والفقرة / 42 اللتين تنصان على أن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، ومثل ذلك يقال عن بعض المادة / 40 والمادة / 48 اللتين تنصان على مناصرة الأطراف بعضهم بعضا على من دهم يثرب، والمادتان / 32 و 51 تتحدثان عما ليهود بني أوس من حقوق، وتكرر في المادتين / 40 و 51 نفس الشرط، فهما تتحدثان عن النفقات التي تلزم جانبي اليهود وبقية الأمة في يثرب، ونرى ظاهر التكرار أيضا في المادتين / 22 و 47 اللتين تحرمان إجارة قريش.