ومن الصعوبة بمكان أن نقبل بالتسليم الزعم الذي يذهب إلى تكرار مثل هذه الالتزامات والشروط المحددة قد قصد تأكيد أهمية هذه الأحكام... وهناك دليل آخر على طبيعة التعدد في هذا النص يبرز في تكرار من نوع آخر: فعبارات مثل " الله على أبر هذا " و " البر دون الاثم " و " على أحسن هدى وأقومه " تجئ عادة في نهاية المعاهدات لتؤكد التزام الأطراف المتعاقدة بنصوص الاتفاق " انتهى.
وأجاب عن هذا الاشكال العلامة السيد جعفر مرتضى حفظه الله تعالى بقوله:
ونقول: إن من الواضح أن هذا الدليل لا يكفي لاثبات ما زعموه - من أنها ليست وثيقة واحدة وإنما هي عبارة عن سلسلة وثائق ومعاهدات منفصلة وقد ضم بعضها إلى بعض - فإن هذا التكرار قد جاء ليؤكد ويثبت هذا الأمر بالنسبة إلى كل قبيلة على حده حيث في المواثيق والمعاهدات التنصيص والدقة والصراحة حتى لا يبقى عذر لمعتذر ولا حيلة لمتطلب حيلة، ويكون التصريح بذلك بالنسبة لكل طائفة وفئة وقبيلة قد أريد به أن تعرف تلك الفئة أو القبيلة بصراحة ودقة كل ما تطلبه هي، وكل ما يطلب منها، فهذه المعاهدة هي مجموعة التزامات تصدر من كل قبيلة تجاه غيرها من الفئات أو القبائل أو تجاه عناصر القبيلة أنفسهم فلابد من التنصيص على هذه الالتزامات وعلى هذا يصبح للمعاهدة الواحدة خصوصية المعاهدات المتعددة أيضا.
" هذا كتاب من محمد النبي بين... " كذا في سيرة ابن هشام وفي البداية والنهاية هذا كتاب من محمد النبي الأمي بين... " وفي الأموال: " هذا الكتاب من محمد النبي رسول الله بين المسلمين والمؤمنين قريش وأهل يثرب ومن تبعهم فلحق بهم، فحل معهم، وجاهد معهم، إنهم أمة واحدة من دون الناس المهاجرون من قريش - قال ابن بكير: ربعاتهم قال أبو عبيد: المحفوظ عندنا: رباعتهم، يتعاقلون