ويسرت كل شيء تيسيرا ودبرت ما دونك تدبيرا أنت الذي لم يعنك على خلقك شريك ولم يوازرك في أمرك وزير ولم يكن لك مشاهد ولا نظير أنت الذي أردت فكان حتما ما أردت وقضيت فكان عدلا ما قضيت وحكمت فكان نصفا ما حكمت أنت الذي لا يحويك مكان ولم يقم لسلطانك سلطان ولم يعيك برهان ولا بيان أنت الذي أحصيت كل شيء عددا وجعلت لكل شيء أمدا وقدرت كل شيء تقديرا أنت الذي قصرت الأوهام عن ذاتيتك وعجزت الأفهام عن كيفيتك ولم تدرك الأبصار موضع اينيتك أنت الذي لا تحد فتكون محدودا ولم تمثل فتكون موجودا ولم تلد فتكون مولودا أنت الذي لا ضد معك فيعاندك ولا عدل فيكاثرك ولا ندلك فيعارضك أنت الذي ابتدأ واخترع واستحدث وابتدع وأحسن صنع ما صنع سبحانك ما اجل شأنك وأسنى في الأماكن مكانك واصدع بالحق فرقانك سبحانك من لطيف ما ألطفك ورؤف ما أرأفك وحكيم ما أعرفك سبحانك من مليك ما أمنعك وجواد ما أوسعك ورفيع ما أرفعك ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد
(٢٥٤)